ويجوز أن يكون حالاً من المضاف إليه الأعين أي : تدور أعينهم مشبهين الذي يغشى عليه لأن الذي يغشى عليه تدور عينه فيكون الكاف على هذا حالا وعلى القول الأول وصفا للمحذوف منه وفي كلا الأمرين فيه ذكر من هو له.
ومن حذف المضاف قوله تعالى :" هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم " أي : في ملك ما ملكنا كم تخافونهم أي : تخافون تسويتهم في الملك لأن سياقة الكلام عليه ولا يكون المعنى على : تخافون مكايدتهم أو بأسهم لأن ذلك غير مأمون منهم.
فالمعنى : تخافون تسويتهم إياكم فتقدير المصدر الإضافة إلى الفاعل فقوله " كخيفتكم أنفسكم " أي : كخيفتكم المساواة بينكم.
فهو من باب " فمن اعتدى عليكم " لأن التسوية بين الأحرار قائمة واقعة أي : تخافون ومن ذلك قوله تعالى :" وثيابك فطهر " أي ذا ثيابك فطهر فحذف المضاف فهذا كقوله تعالى " إن الله اصطفاك وطهرك " أي برأك مما رميت به.
ومن ذلك قوله تعالى " قل أحل لكم الطيبات وما علمتم " أي صيد ما علمتم.
ومنه قوله تعالى " طريقا في البحر يبساً " أي ذا يبس.
ومن ذلك قوله تعالى :" سبل السلام " أي : سبل دار السلام يعني : سبل دار الله.
ويجوز أن يكون السلام السلامة أي : دار السلامة.
ومن ذلك قوله تعالى :" فأتوا به على أعين الناس " أي : على مرآة أعين الناس.
ومن ذلك قوله تعالى :" ولا تولوا عنه " أي : لا تعرضوا عن أمره وتلقوه بالطاعة والقبول كما قال عز وجل :" فليحذر الذين يخالفون عن أمره ".
ومن ذلك قوله تعالى :" أيعدكم أنكم إذا متم " أي : أن إخراجكم إذا متم.
لا بد من حذف المضاف لأن ظرف الزمان لا يكون خبراً عن الجثة كقولهم : الليلةُ هلالُ.
ومن ذلك قوله تعالى :" ما وعدتنا على رسلك " أي : على ألسن رسلك.