وقال :" ثم أصبحوا بها كافرين " أي : بردها لأنهم إذا سألوا عما يسوؤهم إذا أظهر لهم فأخبروا به ردوها ومن رد على الأنبياء كفر فالتقدير فيه : بردها وتركهم قبولها.
ومن ذلك قوله تعالى :" من بعد قوة أنكاثاً " أي : من بعد إمرار قوة وقوة واحد في معنى الجمع.
وأنكاثاً حال مؤكدة لأن في النقض دلالة على النكث.
ومن ذلك قوله تعالى :" فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب " والجن قد تبينوا أنهم لا يعلمون الغيب فهو على حذف المضاف أي بتبين أمر الجن فصار بمنزلة : اجتمعت اليمامة.
وحمل أن على موضع المحذوف ف أن بدل من أمر الجن.
ومن ذلك قوله تعالى في قصة شعيب :" إن أريد إلا الإصلاح " أي : فعل الإصلاح لأن الاستطاعة من شرط الفعل دون الإرادة.
ومن ذلك قوله تعالى :" أولئك لهم عقبى الدار جنات عدن يدخلونها " أي : دخول جنات عدن " ومن صلح " أي : دخول من صلح.
فإن قلت : فهل يكون " ومن صلح " على : زيدا ضربته وعمرا فتحمله على المضمر دون ضربته فإن ذلك لا يجوز.
ألا ترى أن يدخلونها صفة وليس بخبر لأن جنات عدن نكرة وليس كزيد.
قاله أبو علي.
وعندي فيه نظر لأن كون قوله " يَدْخُلُونَهَا " صفة لجنات لا يمنع عطف ومن صلح على الضمير الذي فيه.
ومن ذلك قوله تعالى :" قالوا جزاؤه من وجد في رحله " أي : أخذ من وجد في رحله فحذف المضاف.
ومنه قوله تعالى :" إلا أن يأتيهم الله " أي : أمر الله.
ومنه قوله تعالى :" وإذا أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم " أي : أمم النبيين.
وقال :" كمثل ريح " أي : كمثل إنفاق زرع ذى ريح فحذف أي : فإنفاق بعض هذا الزرع لا يجدي عليه شيئاً كذلك إنفاق هؤلاء لا يجدي عليهم نفعاً ولا يرد عنهم ضيراً.
ووصف الزرع بأنه ذو ريح في وقتها كان كما أن من قرأ في قوله تعالى :" سحاب ظلمات " أضاف السحاب إلى الظلمات لأنه في وقتها نشأت وعلى هذا ينبغي أن يحمل ليكون مثل النفقة.


الصفحة التالية
Icon