ومنع من تعلقها بزينة كما يمتنع : الضرب الشديد يوم الجمعة إن علقت اليوم بالضرب لكون المصدر موصوفاً.
فإن قلت : فقد جاء : إذا فرحين فإن اسم الفاعل ليس كالمصدر لأن الوصف يؤذن بانقضاء أجزائه والوصل يؤذن ببقاءه.
وجوز أن يتعلق بالطيبات وبالرزق وبأخرج.
فإن قلت : فإن أخرج في صلة التي والطيبات في صفة اللام والرزق مصدر فكيف يوصل بهذه الأشياء وهي للذين آمنوا فاصلة فإنه قد جاء والطلاق عزيمة ثلاثاً وجزاء سيئة بمثلها لأنه يسدد الأول.
ويجوز أن يتعلق بالطيبات تقديره : والمباحات من الرزق ويجوز أن يتعلق بآمنوا الذي هو صلة للذين آمنوا في الحياة الدنيا.
ثم انظر ما أغفله أبو علي من الفصل بين الصلة والموصول بقوله : والطيبات من الرزق لأن هذا غير معطوف على قوله : زينة الله.
ولا يمكن أبو علي أن يجيب عن هذا الفصل بأنه مما يسدد القصة وإذا كان العطف على الموصول يتنزل منزلة صفته في منع تعلق شيء به بعد العطف فالعطف على ما قبل الموصول أولى بالمنع وأحق لأن قوله : والطيبات منصوب بحرم لا بأخرج وفي تعلقه بالطيبات نظر لأن قوله من الرزق بيان للطيبات يتنزل منزلة الحال وكما يمنع النعت بما قبله فكذلك الحال إلا أن لأبي علي أن ينحو بهذا البيان نحو التمييز فيتوجه له حينئذ الفرق بينه وبين الحال.
وجوز في الإغفال تعلقها بآمنوا في الذين وبمحذوف في موضع الحال والعامل فيه معنى اللام فعلى هذا يكون فيه ضمير.
وعلى الأولين لا ضمير ولا يجوز تقديمه على الذين في الوجهين أعني : الحال والتعلق بآمنوا.