ويجوز في الوجه الآخر التقديم كما جاز : كل يوم لك ثوب وهي مبتدأ واللام خبره وخالصة أيضاً كحلو حامض فيمن رفع و فيمن نصب حال ولم يجز أن يتعلق بأخرج لأنه فصل به أعني في الحياة الدنيا بين المبتدأ وخبره فيمن رفع وبين الحال وذي الحال فيمن نصب لكون في الحياة الدنيا أجنبية من هذه الأشياء ثم لم يرتض من نفسه أن يظن به ما يخطر بخاطر من أن هذا ظرف والظروف يتلعب بها فذكره حجة لأبي الحسن.
ومن ذلك قوله تعالى : له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله.
قالوا : إن التقدير : له معقبات من أمر الله فيكون من أمر الله معمول الظرف الذي هو قوله له.
وقيل : يحفظونه عند نفسه من أمر الله ولا راد لأمره ولا مانع لقضائه.
وقيل : إن لا مضمر أي : لا يحفظونه من أمر الله.
وقيل : في المعقبات : حراس الأفراد الذين يتعاقبون الحرس.
عن ابن عباس.
وقيل : إنه ما يتعاقب من الله وقضائه في عباده.
عن عبد الرحمن ابن زيد.
وقيل : إنهم الملائكة إذا صعدت ملائكة الليل عقبتها ملائكة النهار وإذا صعدت ملائكة النهار عقبتها ملائكة الليل.
عن مجاهد.
وقيل : في من بين يديه : أي : من أمامه وورائه.
وهذا قول من زعم أن المعقبات حراس الأفراد.
وقيل : في الماضي والمستقبل.
وهذا قول من زعم أن المعقبات ما يتعاقب من أمر الله وقضائه.
وقيل : من هداه وضلالته.
وهذا قول من زعم أنه الملائكة.
وقيل : يحفظونه من أمر الله أي : من تلك الجهة وقع حفظهم له أي : حفظهم إياه إنما هو من أمر الله كما يقال : هذا من أمر الله.
عن سعيد بن جبير.
فإذا حملته على التقديم كان قوله.
من بين يديه متعلقاً بقوله يحفظونه والتقدير : له معقبات من أمر الله يحفظونه من بين يديه ومن خلفه قال النخعي فيكون الظرف فاصلاً بين الصفة والموصوف فنظيره : إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً جمع : راصد.


الصفحة التالية
Icon