يعني : الملائكة يحفظون النبي - صلى الله عليه وعلى آله - من الجن والإنس وهم أربع.
ومن ذلك قوله : كما أخرجك ربك من بيتك بالحق.
قيل : الكاف من صلة ما قبله.
وقيل : من صلة ما بعده.
فمن قال : هي من صلة ما قبله قال : كما أخرجك أي : كما ألزمك الخصال المتقدم ذكرها التي تنال بها الدرجات ألزمك الجهاد وضمن النصرة لك والعاقبة المحمودة.
وقيل : بل المعنى : الأنفال لله والرسول مع مشقتها عليهم لأنه أصلح لهم كما أخرجك ربك من بيتك بالحق مع كراهتهم لأنه أصلح لهم.
وقيل : هو من صلة ما بعده والتقدير : يجادلونك في الحق متكرهين كما كرهوا إخراجك من بيتك.
وقيل : أن يعمل فيه بالحق يعني : هذا الحق كما أخرجك ربك.
جائز حسن.
وقيل : التقدير : يجادلونك في القتال كما جادلوا في الإخراج.
ومن قوله تعالى : ولمن خاف مقام ربه جنتان ثم قال : ذواتا أفنان.
فقوله ذواتا صفة لجنتين أي : جنتان ذواتا أفنان.
و اعترض بينهما بقوله : فبأي آلاء ربكما تكذبان.
وهكذا الآي كلها تتلوها إلى قوله : ومن دونهما كلها صفات لقوله : جنتان والتقدير : وله من دونهما جنتان وما بعدها صفات لجنتان المرتفعة بالظرف.
وقوله : فبأي آلاء ربكما تكذبان اعتراض ويكون قوله : متكئين على رفرف حالاً من المضمرين في قوله : ومن دونهما أي : ولهم من دونهما كما أن قوله : متكئين على فرش حال من قوله ولمن.
والتقديم والتأخير كثير في التنزيل.
ومضى قبل هذا الباب الخبر المقدم على المبتدأ في قوله : ولهم عذاب أليم ولهم عذاب عظيم ولكم في القصاص حياة ونحوه كثير.


الصفحة التالية
Icon