وحمله قوم على أن الكاف بمعنى على وآخرون على أنه بمعنى : من أجل أي : من أجل ما لم يؤمنوا به أول مرة.
ومن ذلك قوله : لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون أي : ثبتت لهم دار السلام جزاء لعملهم وهو أحسن من أن تعلقه بقوله : وليهم إنما يجازيهم بعملهم الجنة.
ومثله أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون.
ومن ذلك قوله : الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً قيماً أي : على عبده الكتاب قيماً ولم يجعل له عوجاً ففصل وقدم وأخر.
ويجوز أن يكون الواو واو الحال فيكون قيماً حالاً بعد حال.
ومن ذلك قوله تعالى : أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها يكون التقدير : على قرية على عروشها فيكون بدلاً ويكون وهي خاوية بمعنى : خالية والجملة تسدد الأول.
وأما قوله تعالى : وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين التقدير : فمهما يكن من شيء فسلام لك من أصحاب اليمين إن كان من أصحاب اليمين فقوله : إن كان من أصحاب اليمين مقدم في المعنى لأنه لما حذف الفعل وكانت تلي الفاء أما قدم الشرط وفصل بين الفاء وأما به وعلى هذا جميع ما جاء في التنزيل.
ومن ذلك قوله : فكيف تتقون إن كفرتم يوماً يجعل الولدان شيباً.
روي عن حمزة الزيات أنه قال في التفسير : فكيف تتقون يوماً يجعل الولدان شيباً إن كفرتم.
قال أبو علي : أي : كيف تتقون عذابه أو جزاءه فاليوم على هذا اسم لا ظرف وكذلك : واتقوا يوماً يجعل الولدان شيباً إن اليوم محمول على الاتقاء.
وقد قيل : إنه على إن كفرتم يوماً فهذا تقديره : كفرتم بيوم فحذف الحرف وأوصل الفعل.
وليس بظرف لأن الكفر لا يكون يومئذ لارتفاع الشبه لما يشاهد.
وقال الله تعالى : وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به إلى قوله : لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً.
قيل : الاستثناء من قوله : أذاعوا به فهو في نية التقديم.