وقيل : هو من قوله : لعلمه الذين يستنبطونه ولولا وجوابه اعتراض.
وقيل : بل هو مما يليه ويعني به : زيد بن عمرو بن نفيل يبعث وحده.
ومنه قوله تعالى : فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض.
إن نصبت أربعين بيتيهون كان من هذا الباب وهو الصحيح.
وقيل : بل هو متعلق بمحرمة والتحريم كان على التأبيد ومن ذلك فجزاء مثل ما قتل من النعم فيمن رفع المثل أنه صفة للجزاء والمعنى : فعليه جزاء من النعم يماثل المقتول والتقدير : فعليه جزاء وفاء اللازم له أو : فالواجب عليه جزاء من النعم مماثل ما قتل من الصيد.
فمن النعم على هذه القراءة صفة للنكرة التي هي جزاء وفيه ذكره ويكون مثل صفة للجزاء لأن المعنى : عليه جزاء مماثل للمقتول من الصيد من النعم والمماثلة في القيمة أو الخلقة على حسب اختلاف الفقهاء في ذلك.
ولا يجوز أن يكون قوله : من النعم على هذا متعلقاً في المصدر كما جاز أن يكون الجار متعلقاً به في قوله : جزاء سيئة بمثلها لأنك قد وصفت الموصول وإذا وصفته لم يجز أن تعلق به بعد الوصف شيئاً كالعطف في التأكيد.
وقيل : قوله من النعم من صلة ما قتل وليس بوصف للجزاء.
وقيل : هو من صلة يحكم وإن تقدم عليه والجزاء يقوم في أقرب المواضع إلى القاتل عند أبي حنيفة وعند الشافعي الجزاء من النظير ولو كان من النظير لم يقل يحكم به ذوا عدل منكم ولم يعطف عليه أو كفارة طعام مسكين لأن ذلك إلى الحكمين والنظير لا يحتاج فيه إلى ذلك.
وأما قوله تعالى : إني لكما لمن الناصحين وأنا على ذلكم من الشاهدين و وكانوا فيه من الزاهدين فتبيين للظاهر وليس بصلة لأنه لا تتقدم الصلة على الموصول.
ومن ذلك قوله : ولا تطرد الذين يدعون ربهم إلى قوله : فتطردهم فتكون من الظالمين فتطردهم جواب النفي في قوله : ما عليك من حسابهم من شيء وقوله : فتكون جواب النفي في نية التقديم.