وقوله : لو كانوا يعلمون عني به الناس.
الطبري : هذا المخالف لقول جميع أهل التأويل لأنهم مجمعون أن قوله ولقد علموا يعني به اليهود دون الشياطين وهو خلاف ما دل عليه التنزيل لأن الآيات قبل قوله وبعد قوله : لو كانوا يعلمون جاءت بذم اليهود فقوله لمن اشتراه مثله ومعناه التقديم والتقدير : وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم و لبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون.
ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق.
وقال بعضهم : نفي عنهم العلم بعد أن أثبته لهم لأنهم علموا ولم يعلموا.
تعمل فيما قبلها ولكنه على أن تجعل المصدر يعني المفعول أي : المقبوض والمفعول ينصب ما قبله وإن لم يعمل المصدر فيما قبله.
ومثل القبضة : القسمة في نحو قوله : وإذا حضر القسمة أولو القربى لقوله : فارزقوهم منه أي : من المقسوم لأن الرزق لا يكون القسمة.
هذا كلامه في هذه الآية.
وقال في الظرف في قوله : وهو الذي في السماء إله : إنه متعلق بمعنى إله كقوله : كل يوم لك ثوب ولك يلتفت إلى معنى : إله ذو العبادة وأن المتعلق بالمضاف إليه لا يتقدم على المضاف.
ولعله جعله بمعنى مألوه من أن القبض بمعنى المقبوض.
فإن راجعنا درس الكتاب وحضرتنا نكتة تدفع الفصل أخبرناك بها إن شاء الله.
وقد بلغ من أمرهم ما هو أشد من هذا فقالوا : لا يجوز : زيداً ما ضربت على تقدير : ما ضربت زيداً لأنه نقيض قولهم : إن زيداً قائم : فتقول : ما زيد قائم ألا ترى أن ما يكون جواباً للقسم في النفي كما يكون جواباً في الإيجاب فلما صارت بمنزلة إن لم يعمل ما بعدها فيما قبلها.
ثم إنهم قالوا في قوله : كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون : ويجوز أن تكون ما نافية وقليلاً نصب ب يهجعون لأنه ظرف والظرف يكتفى فيه برائحة الفعل أي : ما كانوا يهجعون من الليل.


الصفحة التالية
Icon