فقد حصل من هذا كله أن الحارثي يسوي بين الظرف وبين الاسم المحض فلا يعمل ما بعد إن فيما قبل إن سواء كان ظرفاً أو اسماً محضاً فعلى هذا قوله : يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن لا يتأتى إعمال قوله في شأن في قوله : كل يوم على قول الحارثي وإن كان ظرفاً لأن الظرف والاسم الصريح عنده سيان فجاء من هذا أن قوله : كل يوم هو في شأن كقولهم : زيداً أجله أحرز فتنصب زيداً بأحرز للفصل بين المعمول والعامل بالمبتدأ وهو أجنبي وكما لا يجوز : زيداً أجله أحرز وجب ألا يجوز كل يوم هو في شأن أن تنصب كل ب في شأن.
لأنه مثل أجله في المسألة فلهذا اضطرب كلام الأستاذ وغلامه فيما أنبأناك به.
والله أعلم.
وأما قوله : وثمود فما أبقى فتحمله على مضمر أو على قوله : أهلك عاداً الأولى لا تحمله على أبقى.
ومثل الآي المتقدم ذكرها : يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون لا تحمله على قوله إنا منتقمون رأسها ما تقنع فالنصب على أن يكون مفعول تقنع على هذه القاعدة خطأ والصحيح رواية من رواه بالرفع على تقدير : ورأسها ما تقنعه فحذف الهاء.
كقراءة ابن عامر : وكلا وعد الله الحسنى أي : وعده الله.
ومن ذلك قوله : لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر فبصائر حال من هؤلاء وقد أخره عن الاستثناء.
فهشام الممدوح خال هشام الخليفة وأبو أم الخليفة أبو الممدوح ف حي اسم ما ويقاربه صفته وفصل بين الصفة والموصوف بخبر المبتدأ وهو أبو أمه مع خبره في موضع النصب ل مملك وقدم المستثنى وهو مملكاً على المستثنى منه وهو حي وأنشدوا للقلاخ : وما من فتى كنا من الناس واحداً به نبتغي منهم عميدا ًنبادله قال البياني : هذا كلام مستكره وتلخيصه : فما كان أريب فتى وذلك من شرط المرتبة.


الصفحة التالية
Icon