وفي المائدة : فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها.
خالدين حال من المفعول دون جنات.
وفي التوبة : وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة.
فهذا ونحوه على الخلاف الذي قدمناه.
قال : أن لهم أجراً حسناً ماكثين فيه أبداً.
ف ماكثين حال من الهاء والميم وعندهم صفة ل الأجر.
فأما قوله : إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هم ببالغه أي : ما الماء ببالغ فيه.
وإن شئت : ما فوه ببالغ الماء ولا يكون : و ما فوه ببالغه الماء ويكون الضميران ل فيه وفاعل بالغ الماء لأنه يكون جارياً على فيه وهو للماء والمعنى : إلا كاستجابة كفيه إلى الماء وكما أن بسؤال نعجتك ومن دعاء الخير لم يذكر معهما الفاعل واللام متعلق ب البسط.
فأما قوله : وما هو ببالغه أي : ما الماء بالغ فاه من كفيه مبسوطتين.
ويمكن أن يكون هو في قوله : وما هو ببالغه ضميراً ل باسط أي : ما الباسط كفيه إلى الماء بالبالغ الماء أي : ليس ينال الماء بيده فإذا لم ينل الماء لبعده عنه مع بسطه الكفين فأن لا يبلغ فاه مع هذه الصورة على الامتناع أولى.
وقيل : إن الذي يدعو الماء ليبلغ إلى فيه وما الماء ببالغ إليه.
وقيل : إنه كالظمآن يرى خياله في الماء وقد بسط كفيه ليبلغ فاه وما هو ببالغه لكذب ظنه وفساد توهمه.
عن ابن عباس.
وقيل : إنه كباسط كفيه إلى الماء ليفيض عليه فلا يحصل في كفيه شيء منه.
وعن الفراء : إن المراد بالماء هاهنا البئر لأنها معدن للماء وإن المثل : كمن مد يده إلى البئر بغير رشاء.
وأما قوله تعالى : فظلت أعناقهم لها خاضعين.
فقد قال الفراء : إن خاضعين جرى حالاً عن المضاف إليهم دون الأعناق فجمع جمع السلامة ولو جرى على الأعناق لقيل : خاضعة.
وليس الأمر كما قال لأنه لم يقل : خاضعين هم ولكن الأعناق بمعنى الرؤساء.


الصفحة التالية
Icon