وإن شئت كان محمولاً على حذف المضاف أي : فظلت أصحاب أعناقهم فحذف المضاف.
وأما قوله : إلى طعام غير ناظرين إناه.
فهو نصب على الحال من الضمير في قوله : لا تدخلوا بيوت النبي ولم يجر وصفاً ل طعام لأنه لم يقل : غير ناظرين أنتم إناه إذ ليس فعلاً ل طعام.
ما جاء في التنزيل نصباً على المدح ورفعاً عليه وذلك إذا جرى صفات شتى على موصوف واحد يجوز لك قطع بعضها عن بعض فترفعه على المدح أو تنصبه وكذلك في الشتم تقول : مررت بالرجل الفاضل الأديب الأريب وبالرجل الفاسق الخبيث اللئيم.
يجوز لك أن تتبعها الأول وأن تنصب على المدح وترفع.
فمن ذلك قوله تعالى : ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر إلى قوله : والموفون بعهدهم.
والتقدير : هم الموفون.
والصابرين أي : أمدح الصابرين.
وقيل : إن قوله والموفون رفع عطف على من آمن.
ومن ذلك قوله تعالى : لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة.
أي : وامدح المقيمين.
والمؤتون الزكاة.
أي : وهم المؤتون وكذلك : والمؤمنون بالله.
وقيل إن قوله : والمقيمين جر وعطف على قوله : منهم وهذا خطأ لأنه لم يعد لفظة من.
وأما قوله : ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً ملعونين فنصب على الذم أي : أذم الملعونين.
وقيل : هو حال من الضمير في لنغرينك أي : لنغرينك بهم ملعونين.
ومن ذلك قوله تعالى : سيصلى ناراً ذات لهب وامرأته حمالة الحطب فيمن نصب على تقدير : أذم حمالة الحطب فيكون قوله : وامرأته رفعاً عطفاً على الضمير في يصلى أي : يصلى هو وامرأته.
وأما من رفع حمالة الحطب فيكون وامرأته مبتدأة ويكون حمالة الحطب خبره.
وإن رفعته بالعطف كان التقدير : هي حمالة الحطب وكل ما ذكرنا في الذي والذين : إذا جاز كونهما وصفاً لما قبلهما فإن نصبهما ورفعهما على المدح جائز.


الصفحة التالية
Icon