ويونس يقول : أإن تأتني أتيك بالرفع ويقول : هو في نية التقديم ويقدره : أآتيك إن تأتني.
فمن ذلك قوله تعالى :" أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ".
فهاتان آيتان يحتج بهما سيبويه على يونس وذلك أنه إذا نوى بالجزاء التقديم وجب أن يكون التقدير في الآية الأولى : انقلبتم على أعقابكم فإن مات وفي الآية الأخرى : أفهم الخالدون فإن مت وهذا ليس وجه الكلام وإنما وجه الكلام : أفهم الخالدون إن مت وكذا : انقلبتم على أعقابكم إن مات لأن من قال : أنت ظالم إن فعلت لم يقل : فأنت ظالم إن فعلت فإن قيل : فإن الفاء زيادة قيل : الفاء ها هنا نظير ثم في قوله :" أثم إذا ما وقع آمنتم به ".
وكما لا يجوز تقدير الزيادة في ثم فكذا ها هنا
السابع والأربعون باب ما جاء في التنزيل من إضمار الحال والصفة جميعا
وهو شيء لطيف غريب فمن ذلك قوله تعالى :" فمن شهد منكم الشهر " أي : فمن شهده منكم صحيحا بالغا.
ومن ذلك قوله في الصفة :" وإن كان رجلٌ يورث كلالةً أو امرأةً وله أخٌ أو أخت " والتقدير : وله أخ أو أخت من أم فحذف الصفة.
وقال :" وأوتيت من كل شيء " " وفتحنا عليهم أبواب كل شيء " كان المعنى : كل شيء أحبته وكل شيء أحبوه.
وقال في الريح :" ما تذر من شيءٍ أتت عليه إلا جعلته كالرميم ".
وقال :" تدمر كل شيء " ولم تجتح هودا والمسلمين معه.
وقوله :" وكذب به قومك " يعني الكافرين لأن فيهم حمزة وعلياً وجعفرا.
وقال :" حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً " أي : شيئا مما ظنه وقدره يبين ذلك قول العباس بن مرداس : وقد كنت في الحرب ذاتدرأ فلم أعط شيئاً ولم أمنع أراد شيئاً مما قدرت إعطائي إياه.
وبعد هذا البيت : إلا أفائل أعطيتها عديد قوائمه الأربع فقال : لم أعط شيئا.
ثم قال : إلا أفائل أعطيتها.
وعلى هذا قولهم : ما أنت بشيء أي : شيء يقع به اعتداد.
فهذا قريب من قولهم : تكلمت ولم تتكلم.


الصفحة التالية
Icon