قال : وجازت إضافة المصدر إلى الفاعل مظهراً لما جازت إضافته إليه مضمرا.
وكأن أبا عثمان إنما اعتبر في هذا الباب المضمر فقدمه وحمل عليه المظهر من مثل أن المضمر أقوى حكما في باب الإضافة من المظهر وذلك أن المضمر أشبه بما تحذفه الإضافة وهو التنوين من المظهر.
وكذلك لا يجتمعان في نحو : ضاربانك وقاتلونه من حيث كان المضمر بلطفه وقوة اتصاله وليس كذلك المظهر لقوته ووفور صورته ألا ترك تثبت معه التنوين فتنصبه نحو : ضاربان زيدا وقاتلون بكرا فلما كان المضمر مما تقوى معه مراعاة الإضافة حمل المظهر وإن كان هو الأصل عليه.
http://www.al-eman.com/Islamlib/ - TOPلخامس والخمسون باب ما جاء في التنزيل في جواب الأمر
فمن ذلك قوله تعالى :" فادع لنا ربك يخرج لنا " ف " يخرج لنا " جزم لأن التقدير : ادع لنا ربك وقل له أخرج يخرج لنا مما تنبت الأرض.
ومنه قوله :" اسلك يدك في جيبك تخرج " أي : أخرجها تخرج.
وقال :" قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة " ففي " يقيموا ثلاثة أقوال : الأول : أن يكون جواب قل لأنه يتضمن معنى : مرهم بالصلاة يفعلوا لأنهم آمنوا.
والثاني : أن قل تقتضى مقولا وذلك المقول ها هنا " أقيموا " فالتقدير : قل لهم أقيموا الصلاة يقيموها أي : إن قلت أقيموا أقاموا لأنهم يؤمنون فيكون جواب أمر محذوف دل عليه الكلام.
والثالث : أن يكون بحذف اللام من فعل أمر الغائب على تقدير : قل لهم ليقيموا الصلاة.
وجاز حذف اللام هنا ولا يجوز ابتداء مع الجزم لأن لفظ الأمر ها هنا صار عوضا من الجازم وفي أول الكلام لا يكون له عوض إذا حذف.