وفي التذكرة في قوله :" هل أدلكم على تجارةٍ تنجيكم من عذابٍ أليم تؤمنون بالله " إلى قوله " يغفر لكم " قيل :" تؤمنون " على إرادة أن فلما حذفت رفع كأنه : هل أدلكم على أن تؤمنوا على أنه بدل من " تجارة " فلما حذف رفع فيكون المعنى معنى أن وإن حذفت وأن يكون بمعنى " آمنوا " أقوى لانجزام قوله " يغفر " ألا ترى أنه لا يخلو من أن يكون جوابا لقوله :" هل أدلكم " أو يكون جواب " آمنوا " فلا يكون جواب " هل أدلكم " لأنه ليست المغفرة تقع بالدلالة إنما تقع بالإيمان فإذا لم يمتنع أن يكون جوابا له ثبت أنه بمعنى الأمر.
هذا قول سيبويه.
وقال قوم : إن قول الفراء أجود وذا كأن " تؤمنوا " لا يقتضى جوابا مجزوما لأنه مرفوع والاستفهام يقتضيه وإذا وجب بالإجماع حمل الكلام على المعنى فأن يقدر " هل تؤمنوا يغفر " أولى لارتفاع " تؤمنون " ولكون المعنى عليه ويكون " تؤمنون " بدلا من " أدلكم ".
قال أبو عثمان في قوله :" وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن " : التقدير في " يقولوا " : قولوا لأنه إذا قال قل فقوله لم يقع بعد فوقوع يفعل في موضع افعلوا غير متمكنٍ في الأفعال فلما وقع التمكن وقع افعلوا وهكذا تقول في قوله : إذا الدين أودى بالفساد فقل له يدعنا ورأساً من معدٍّ نصارمه أي : دعنا.
وهذا لا يرتضيه أبو علي لأن الموجب للبناء في الاسم الواقع موقع المبني لا يكون مثل ذلك في الأفعال وإنما يكون في الأسماء.
http://www.al-eman.com/Islamlib/ - TOPلسادس والخمسون باب ما جاء في التنزيل من المضاف الذي اكتسى
فمن ذلك قوله تعالى :" فاقع لونها تسر الناظرين " وقف على " فاقع " أنث اللون لأنه قد اكتسى من المضاف إليه التأنيث.
وقال :" فله عشر أمثالها " لما أضاف الأمثال إلى المؤنث اكتسى منه التأنيث ولم يقل عشرة.
وقال :" تلتقطه بعض السيارة " في قراءة الحسن بالتاء.