كما يستقيم فيهما أن تكونا حالين ولا يستقيم أن تكون الأولى وصفا والأخرى للمخاطب كما لا يجوز أن تكون الأولى حالا والأخرى وصفا لمكان الواو.
ومن ذلك قوله :" ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعةٌ أو تحل ".
أي تحل أنت وإن شئت : أو تحل القارعة.
ومثله :" وألق ما في يمينك تلقف " إن شئت : تلقف أنت وإن شئت : تلقف العصا التي في يمينك فأنث على المعنى.
وقال :" يومئذٍ تحدث أخبارها " إن شئت : تحدث أنت أو : تحدث هي يعني الأرض.
المتم الستين باب ما جاء في التنزيل من واو الحال تدخل على الجملة من الفعل والفاعل والمعروف منها دخولها على المبتدأ والخبر كقوله :" وطائفة قد أهمتهم أنفسهم ".
وقد دخل على الفعل والفاعل في مواضع فمن ذلك قوله :" لا ذلولٌ تثير الأرض ولا تسقي الحرث " كان سهل يقف على ذلول ويبتدى بقوله :" تثير الأرض " فيكون الواو في " ولا تسقى الحرث " للحال دون العطف لأن النفي لا يعطف ومن ذلك قوله :" إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً " " ولا تسأل عن أصحاب الجحيم " أي : غير مسئول فهو في موضع الحال وحمله مرةً أخرى على الإثبات.
ومن ذلك قوله تعالى :" قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان " فيمن خفف النون.
قال : وإن شئت كان على لفظ الخبر والمعنى : معنى الأمر كقوله :" يتربصن بأنفسهن " " لا تضار والدةٌ بولدها " أي : لا ينبغي ذلك.
وإن شئت جعلته حالا من استقيما وتقديره : استقيما غير متبعين.
وأنشد فيه أبياتاً تركتها مع أبيات أخرى.
فأما قوله :" وإذ قالت طائفةٌ منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريقٌ منهم النبي " فإنهما كانا طائفتين : طائفة قالت : يا أهل يثرب لا مقام لكم وطائفة تستأذن النبي.
فالواو للاستئناف عطف على " وإذ قالت ".
ويجوز أن يكون للحال من الطائفة أي : وإذ قالت طائفة منهم كيت وكيت مستأذنا فريق منهم النبي.