وجاز لربط الضمير الجملة بالطائفة أي : قالت كذا وحال طائفة كذا.
ومن ذلك قوله تعالى :" الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً ".
يجوز أن يكون حالاً من الباغين أي : يصدون باغين ويجوز أن يكون حالا من السبيل.
ويجوز الاستئناف لقوله في الآية الآخرى :" وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجاً ".
وحكم تعديته أعني " تبغون إلى أحد المفعولين أن يكون بحرف الجر نحو : بغيت لك خيرا ثم يحذف الجار.
ومن ذلك قوله تعالى :" واتخذتموه وراءكم ظهرياً ".
الواو في " اتخذتموه " واو الحال أي : أرهطي أعز عليكم من الله وأنتم بصفة كذا فهو داخل في حيز الاستفهام.
ومن ذلك قوله تعالى :" إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون " قيل : لم يقولوا : إن شاء الله.
وقيل : لم يستثنوا حق المساكين.
فعلى الثاني : الواو للحال أي : أقسموا غير مستثنين وعلى الأول : الواو للعطف أي : أقسموا وما استثنوا فهو حكاية الحال من باب :" وكلبهم باسطٌ ".
وإن شئت من باب :" كفروا ويصدون " نظير قوله :" إنا نحن نزلنا الذكر " وقوله :" على خوف من فرعون " وقوله :" رب ارجعون ".
وأما قوله :" يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ".
قال الجرجاني : كما لا يجوز أن يكون " لا نكذب " معطوفاً على " نرد " لأنه يدخل بذلك الحتم ويجرى مجرى أن يقال : يا ليتنا لا نكذب كذلك لا يجوز أن تكون الواو للحال لأنه يوجب مثل ذلك من دخوله في التمني من حيث كانت الواو إذا كانت للحال ربطت الجملة بما قبلها.
فإذا قلت : ليتك تأتيني وأنت راكب كنت تمنيت كونه راكبا كما تمنيت الإتيان.


الصفحة التالية
Icon