استجازوا إسكانها لاتصالها بالواو فأما :" ثم ليقطع " وقوله " ثم هو " فمن أسكن اللام والهاء معها أجراها مجرى أختيها ومن حركها فلأنها منفصلة عن اللام والهاء.
قال أبو علي : قد قالت العرب : لعمري و : رعملى فقلبوا لما عدوا اللام كأنها من الكلمة كما قلبوا قسيا ونحو ذلك وكذلك قول من قال : كاء في قوله :" وكأين من نبى " و " كأين من قرية " أبدل الألف من الياء كما أبدلها في طيئ " طاء.
ونحو ذلك.
ومثل ذلك " ويخش الله ويتقه " لما كان يتقه مثل علم.
ومن ذلك قوله :" الذي جعل لكم الأرض فراشاً " وقوله :" ويجعل لك قصورا " ولما كان مثلين من كلمتين استجازوا الإدغام كما استجازوه في نحو : رد ومد.
وقد قالوا : لم يضربها ملق فامتنعوا من الإمالة لمكان المستعلى وإن كان منفصلا كما امتنعوا من إمالة نافق ونحوه من المتصلة.
ومن ذلك قوله :" ولو شاء الله ما اقتتل الذين " و " ولو شاء الله ما اقتتلوا ".
فهذا بيانه نحوٌ من بيان سبب تلك و " جعل لك " إلا أنه أحسن من قوله : الحمد لله العلي الأجلل وبابه لأن هذا إنما يظهر مثله في صورةٍ وإظهار نحو " اقتتل " مستحسن وعن غير ضرورةٍ وكذلك قوله :" أتحاجوننا في الله " و " أتمدونني بمال " و " فبم تبشرون " وما أشبه ذلك وكذلك : يضربونني وهم يضربانني أجرى مجرى : يضربان نعمان ويشتمون نافعا ووجه الشبه بينهما أن نون الإعراب هذه لا يلزم أن يكون بعدها نون الأتراك تقول : يضربان زيداً ويكرمونك ومن أدغم نحو هذا واحتج بأن المثلين في كلمة واحدة فقال : يضرباني وقل أتحاجونا فإنه يدغم أيضا نحو اقتتل.
فيقول : قتل ومنهم من يقول : اقتتل فيثبت همزة الوصل مع حركة الفاء لما كانت الحركة عارضة للنقل أو للالتقاء الساكنين وهذا مبين في فصل الإدغام.
ومن ضد ذلك قولهم : ها الله أجرى مجرى : دابة و شابة.


الصفحة التالية
Icon