وكذلك قراءة من قرأ :" ولا تيمموا " " ولا تفرقوا " " واذكروا " " ولا تعاونوا على الإثم " وقوله :" فتفرق بكم عن سبيله " في نيف وثلاثين موضعا أدغم التاء الأولى في الثانية وجعل ما ليس من الكلمة كأنهما واحد.
ومثله :" وإن أدري أقريبٌ ما توعدون " هذا كما أنشدوه من قوله : من أي يومي من الموت أفر أيوم لم يقدر ام يوم قدر والقول فيه أنه أراد : أيوم لم يقدر أم يوم قدر ثم خفف همزة أم فحذفها.
وألقى فتحتها على لم يقدر فصار تقديره : أيوم لم يقدر ثم أشبع فتحة الراء فصار تقديره : لم يقدر ام فحرك الألف لالتقاء الساكنين فانقلبت همزة فصار : يقدر أم واختار الفتحة إتباعا لفتحة الراء.
ونحو من هذا التخفيف قولهم في المرأة و الكمأة إذا خففت الهمزة : المراة و الكماة وهذا إنما يجوز في المتصل.
ومن ذلك قوله :" لكنا هو الله ربي ".
" لكنا أصله : لكن أنا فخففت الهمزة فحذفها وألقيت حركتها على نون لكن فصارت " لكنا " فأجرى غير اللازم مجرى اللازم فاستثقل التقاء المثلين متحركين.
فأسكن الأول وأدغم الثاني فصار " لكنا " كما ترى.
وقياس قراءة من قرأ " قالوا الآن " فحذف الواو ولم يحفل بحركة اللام أن يظهر النونين هناك لأن حركة الثانية غير لازمة فقوله " لكننا " بالإظهار كما يقول في تخفيف حوأبة و جيأل : حوية وجيل فيصبح حرفا اللين هنا لا يقلبان لما كانت حركتهما غير لازمة.
ومثله قوله :" قالوا لان ".
لأن قوله :" عاداً لولى " من أثبت التنوين في عاد ولم يدغمها في اللام.
فلأن حركة اللام غير معتد بها لأنها نقلت إليها من همزة أولى فاللام في تقدير السكون وإن تحركت فكما لا يجوز الإدغام في الحرف الساكن فكذا لا يدغم في هذه اللام.
و " عادا " على لغة من قال : ألحمر فأثبت همزة الوصل مع تحرك اللام لأنها غير معتد بها.