ومن قال :" عاد لولى " فأدغم فإنه قد اعتد بحركة اللام فأدغم كما أن من قال :" قالوا لان " أثبت الواو اعتداداً بحركة اللام.
ومثله قوله تعالى :" إنا إذاً لمن الآثمين " من اعتد بحركة اللام أسكن النون ومن لم يعتد حرك النون.
ومن ذلك قوله تعالى :" لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب " حرك النون من " يكن " لالتقاء الساكنين ولم يعتد بها لأنها في تقدير السكون ولو كان الاعتداد بها لأعاد ما حذف من أجله وهو الواو.
وقال أبو علي : فإن قلت : فقد اعتدوا بتحريك التقاء الساكنين في موضع آخر وذلك قوله :" لم يكن الذين كفروا " ألا ترى أن من يقول : لم يك زيد منطلقا إذا تحرك لالتقاء الساكنين لم يحذف كما أنه إذا تحرك بحركة الإعراب لم يحذف فالقول إن ذلك أوجه من الأول من حيث كثر في الاستعمال وجاء به التنزيل فالاحتجاج به أقوى.
فأما حذف الشاعر له مع تحريكها بهذه الحركة كما يحذفها إذا كانت ساكنة فإن هذه الضرورة من رد الشيء إلى أصله نحو يعنى بحذف الشاعر له قوله : لم يك الحق على أن هاجه رسم دارٍ قد تعفى بالسرر وقد ذكرنا في المستدرك أن هذا ليس بلغة من قال : لم يكن وإنما من لغة من قال :" أو لم تك تأتيكم " و " ولا تك في ضيق " وما أشبه ذلك.
ومن ذلك قوله :" وقل الحق من ربكم " و " قل اللهم مالك الملك " و " قم الليل " " قل الله " " وإنا أو إياكم ".
يعتد بكسرة اللام والميم فلم يرد المحذوف كما اعتد بها في قوله :" فقولا له قولا لينا " " فقولا إنا رسول رب العالمين " فرد المحذوف لما اعتد بفتح اللام.
ومن قرأ :" فقلا له قولاً لينا " حمله على قوله :" وقل الحق من ربكم " فإن قلت : إنهم قد اعتدوا بحركة التقاء الساكنين في قوله :" عليهم الذلة " و " من دونهم امرأتين " و " إليهم اثنين ".
فيمن قرأ بضم الهاء إنما ضموا تبعا لضم الميم.