وهي لالتقاء الساكنين وعلى ما قدمت تلك حركة لا اعتداد بها فكيف أتبعها الهاء قيل : إن من ضم الهاء أراد الوفاق بين الحركتين.
وهم مما يطلبون المطابقة فكأنهم اعتدوا لأجل هذا المعنى بحركة التقاء الساكنين.
فمن ذلك قوله تعالى :" وقد خلت القرون من قبلي ".
و " قد خلت النذر ".
وقوله : زنت الأمة وبغت الأمة فحذفوا الألف المنقلبة عن اللام لسكونها وسكون تاء التأنيث ولما حركت التاء لالتقاء الساكنين لم ترد الألف ولم تثبت كما لم تثبت في حال سكون التاء وكذلك : لم يخف الرجل ولم يقل القوم ولم يبع.
ومن ذلك قولهم : اضرب الاثنين واكتب الاسم فحركت اللام من افعل بالكسرة لالتقاء الساكنين ثم لما حركت لام المعرفة من الاسم والاثنين لم تسكن اللام من افعل كما لم تسكنها في نحو : اضرب القوم لأن تحريك اللام لالتقاء الساكنين فهي في تقدير السكون.
ومن ذلك قوله تعالى :" ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم " وقوله :" حتى يقولا إنما نحن فتنة " وقوله :" هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله " وقوله :" ألم تعلموا أن أباكم " فحذفوا النون في هذه المواضع كما حذفوا الألف والواو والياء السواكن إذا كن لامات من حيث عودلن بالحركة ولو كانت حركة النون معتدّاً بها لحذفت هي من دون الحرف كما فعل ذلك بسائر الحروف المتحركة إذا لحقها الجزم ويدل على ذلك أيضا اتفاقهم على أن المثلين إذا تحركا ولم يكونا للإلحاق أو شاذا عن الجمهور أدغموا الأول في الآخر وقالوا اردد ابنك واشمم الريحان فلم يدغموا في الثاني إذا تحرك لالتقاء الساكنين كما لم يدغموه قبل هذا التحريك فدل ذلك على أن التحريك لا اعتداد به عندهم.
ومن ذلك قوله تعالى :" أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى " و " لا تنسوا الفضل بينكم ".
لم يهمزوها كما همزوا : أقتت وأجوه لما لم يعتد بحركة التقاء الساكنين.
ومن ذلك قوله تعالى :" لا تقصص رؤياك على إخوتك ".