وقوله :" قد صدقت الرؤيا ".
وقولهم : نوى.
قالوا في تخفيف ذلك كله : رويا ونوى فيصح الواو هنا وإن سكنت قبل الياء من قال : إن التقدير فيهما الهمزة كما صحت في : ضو ونو تخفيف ضوء ونوء لتقديرك الهمز وإرادتك إياه.
وكذلك أيضا صح نحو : شي وفى في : شيء وفيء كذلك
الثالث والستون باب ما جاء في التنزيل من الحروف المحذوفة تشبيها بالحركات
وذلك يجيء في الواو والياء وربما يكون في الألف قال الله تعالى :" ما كنا نبغ " " والليل إذا يسر " " عسى ربي أن يهدينى " وما أشبه ذلك حذفت الياء تشبيها بالحركة استخفافا كما حذفت الحركة لذلك.
وذلك قولهم : أخراهم طريق أولاهم كما قيل : يراد ألاهم.
وقال :" قلن حاش لله " يريد : حاشى.
وقال رؤبة : وصاني العجاج فيما وصنى فنظير حذف هذه الحروف للتخفيف حذف الحركات أيضا له في نحو قوله : وقد بداهنك من المئزر وقوله : فاليوم أشرب غير مستحقب وحذف الياء أكثر من حذف الألف لخفاء الألف ألا تراه قال : ورهط ابن المعل أقل من قوله :" نبغ " و " يسر " ولهذا لم يحمل البصريون قوله :" قال يا ابن أم " على أن أصله : يا ابن أمى فقلبت الكسرة فتحة والياء ألفا ثم حذفت الألف لقلة ذلك ولكن حملوه على باب خمسة عشر مما جعل الاسمان فيه اسما واحدا وهكذا قالوا في قوله :" يا أبت " إنه فتح التاء تبعا للباء وعلى أنه أقحم التاء على لغة من قال : يا طلحة ولم يحملوه على أن أصله " يا أبتا " فحذف الألف.
ولكن من قال : يا بني أدغم ياء التصغير في ياء الإضافة وياء الإضافة مفتوحة وحذف لام الفعل.
وحذف الألف من هذه الكلمات الثلاث مذهب أبي عثمان.
ومن ذلك : إن تاء التأنيث في الواحد لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا نحو : حمزة وطلحة وقائمة ولا يكون ساكنا فإن كانت الألف وحدها من سائر الحروف جازت وذلك نحو : قطاة وحصاة وأرطاة وحبنطاة أفلا ترى إلى مساواتهم بين الفتحة والألف حتى كأنها هي هي.