وهذا أحد ما يدل على أن أضعف الحروف الثلاثة الألف دون أختيها لأنها قد خصت هنا بمساواة الحركة دونها.
ومن ذلك أنهم قد بينوا الحرف بالهاء كما بينوا الحركة بها وذلك قولهم : وازيداه واغلاماه واغلامهوه واغلامهيه وانقطاع ظهراه.
فهذا نحو من قولهم : أعطيتكه ومررت بكه واغزه ولا تدعه والهاء في كله لبيان الحركة.
ومن ذلك قراءة من قرأ :" إن بيوتنا عورة " بكسر الواو.
وقولهم : القود والحوكه والخونة.
وقد جرت الياء والواو هنا في الصحة لوقوع الحركة بعدهما مجراهما فيها لوقوع حرف اللين ساكنا بعدهما نحو : القواد والعياب والصياد و " إن بيوتنا عورة " فهذا إجراء الحركة مجرى الحرف.
ومنه : باب قدر و هند في باب ما لا ينصرف في الثلاثي المؤنث : الحركة في قدر بمنزلة حرف نحو زينب و عقرب.
ومنه حذف الحرف من جمزى لما جرى الميم متحركا جرى مجرى الخماسي نحو : مرتمى ومرتضى.
http://www.al-eman.com/Islamlib/ - TOPالرابع والستون باب ما جاء في التنزيل أجرى فيه الوصل مجرى الوقف
وهو شيء عزيز نادر حتى قالوا : إنه يجوز في ضرورة الشعر ولكن أبا علي حمل قوله :" وإن كلاًّ لما ليوفينهم " فيمن شدد النون أن أصله لمًّا من قوله :" أكلاً لمًّا " فوقف وأبدل من التنوين ألفا فصار " لما " ثم حمل الوصل على الوقف.
ومن ذلك قوله :" يا بني لا تشرك بالله " و " يا بني أقم الصلاة " فيمن خفف الياء قال : هذا على الوقف.
ومثله قول عمران : قد كنت عندك حولاً لا تروعنى فيه روائع من إنس ولا جانى ومن ذلك قراءة من قرأ :" فإما يأتينكم مني هدًى " و :" قال يا بشراى هذا غلام " هذا على أن الوقف في " هدًى " : هدى بالإسكان وفي " بشراى " بشرى كما حكاه سيبويه من أنهم يقفون ومن ذلك قراءة نافع :" أنا أحيي وأميت " " وأنا أول المؤمنين " " وأنا أعلم بما أخفيتم ".
فهذه على لغة من وقف على أنا فقال : أنا.