ومثله :" لكنا هو الله ربي " الأصل : لكن أنا هو الله ربي فحذف الهمزة وأدغم النون في النون.
ومن ذلك قراءة حمزة :" ومكر السيئ ولا يحيق " بإسكان الهمزة في الإدراج فإن ذلك يكون على إجرائها في الوصل مجراها في الوقف وهو مثل : سيساء وعيهل والقصباء وحسناء وهو في الشعر كثير.
ومما يقوى ذلك أن قوما قالوا في الوقف : أفعى وأفعو أبدلوا من الألف الواو والياء.
ثم أجروها في الوصل مجراها في الوقف فقالوا : هذا أفعويا.
وكذلك حمل حمزة في هذا الموضع لأنها كالألف في أنها حرف علة كما أن الألف كذلك ويقوى مقاربتها الألف أن قوما يبدلون منها الهمزة في الوقف فيقولون : رأيت رجلأ ورأيت جبلأ.
ويحتمل وجها آخر وهو أن تجعل يأولا من قوله :" ومكر السيئ ولا " بمنزلة إبل.
ثم أسكن الحرف الثاني كما أسكن من إبل لتوالي الكسرتين أجراها وقبلها ياء فخفف بالإسكان لاجتماع الياءآت والكسرات كما خففت العرب من نحو أسيدى وبالقلب في رحوى ونزلت حركة الإعراب بمنزلة غير حركة الإعراب كما فعلوا ذلك في قوله : فاليوم أشرب غير مستحقب و لا يعرفنكم العرب.
وكما أن حركة غير الإعراب نزلت منزلة حركة الإعراب في نحو : رد وفر وعض فأدغم كما أدغم : يعض ويفر لما تعاقب حركات الإعراب على لامها وهي حركة التقاء الساكنين وحركة الهمزة المخففة وحركة النونين ونزلت هذه الحركات منزلة حركة الإعراب حتى أدغم فيها كما أدغم المعرب وكذلك نزلت حركة الإعراب منزلة غير حركة الإعراب في أن استجيز فيها من التخفيف كما استجيز في غيرها وليس تختل بذلك دلالة الإعراب لأن الحكم في مواضعها معلوم كما كان معلوما في المتصل والإسكان للوقف.
http://www.al-eman.com/Islamlib/ - TOPالخامس والستون باب ما جاء في التنزيل من بناء النسب
فمن ذلك قوله تعالى :" لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم " أي : لاذا عصمة ليصح استثناء قوله :" من رحم " منه.