ومثله : كأن مجر الرامسات ذيولها عليه قضيمٌ نمقته الصوانع أي : كان مكان مجر الرامسات ف مجر مصدر لانتصاب ذيولها به والمضاف محذوف.
وكذلك قول ذي الرمة : فظل بملقى واحف جزع المعى نصب جزع المعى ب ملقى لأنه أراد به المصدر أي موضع إلقاء واحف جزع المعى.
باب ما جاء في التنزيل من حذف إحدى التاءين في أول المضارع فمن ذلك قوله تعالى :" تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان ".
وقال في سورة الأحزاب :" تظاهرون منهن أمهاتكم ".
وقال :" وإن تظاهرا عليه ".
والأصل : تتظاهرون و : تتظاهرا فلما اجتمعت تاآن حذفت إحداهما.
وكذلك قوله تعالى :" لعلكم تذكرون " فيمن خفف.
وقال :" قليلاً ما تذكرون " في جميع التنزيل.
وأصله : تتذكرون فحذفت إحدى التاءين والمحذوفة الثانية لأن التكرار بها وقع وليس الأول بمحذوف لأن الأول علامة المضارع والعلامات لا تحذف.
ومن ذلك قراءة العامة دون قراءة ابن كثير :" ولا تيمموا الخبيث " " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " " ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " " فتفرق بكم عن سبيله " " فإذا هى تلقف ما يأفكون " " ولا تولوا " في الأعراف وطه والشعراء " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم " في الأنفال " قل هل تربصون " في التوبة " لا تكلم " " فإن تولوا فقد " في هود " ما ننزل " في الحجر " إذ تلقونه " " فإن تولوا " في النور " على من تنزل.
تنزل " في الشعراء " ولا تبرجن " " أن تبدل بهن " في الأحزاب " لا تناصرون " في الصافات " ولا تجسسوا " " لتعارفوا " " ولا تنابزوا " في الحجرات " " أن تولوهم " في الممتحنة " تكاد تميز " " لما تخيرون " في القلم " عنه تلهى " في عبس " ناراً تلظى " في الليل " " تنزل الملائكة " في القدر بتشديد الراء.
حذفت العامة إحدى التاءين من هذه الحروف وأدغم الأولى في الثانية ابن أبي بزة إجراءً للمنفصل مجرى المتصل نحو :" اطيرنا " " واداركوا ".


الصفحة التالية
Icon