وترى في كتب النحو يقولون :" فلا تتناجوا بالإثم والعدوان " وذلك ليس بمروى في القراءة إنما قاسوه على هذه الحروف.
وزاد بعضهم على ابن كثير :" فبأى آلاء ربك تتمارى " أي : تتمارى.
وروى عن عاصم :" بما كنتم تعلمون الكتاب " أي : تتعلمون فحذف إحدى التاءين.
ومن الحذف الذي جاء في التنزيل قوله :" قال أتحاجوني في الله " وقوله :" فبم تبشرونى " وقوله :" أفغير الله تأمرونى ".
منهم من يدغم النون الأولى في الثانية ومنهم من يحذف فمن حذف حذف النون الثانية التي يتصل بها ياء الضمير ويبقى علامة الرفع ويكسرها لمجاورة الياء.
والدليل على أن النون الثانية هي المحذوفة حذفها في : ليتى و لعلى و : قدى.
ولم يجئ عن أحد :" تبشروننى " ولا " تحاجوننى في الله " إلا الإدغام أو الحذف والحذف ضرب من الإدغام والفرق بين " تأمروننى " وبين الكلمتين الأخريين : أن الأخريين لما شدد فيه الجيم و الشين جاء التشديد فيما بعده للمجاورة والحذف مثل الإدغام وليس في " تأمرننى " إدغام حرف قبله فلم يدغم.
فأما قوله :" قال أتحاجوننى في الله " فإن أحدا لم يدغم كما أدغم " أتحاجونى " و " تبشرون " ولم يحذف أيضا لأنه جاء على الأصل وليس كل ما جاز في موضع جاز في موضع.
وروى عن ابن محيصن :" قل أتحاجونا في الله " بنون واحدة مشددة قياسا على ما ذكرناه.
قال ابن مجاهد : كان أبو عمرو لا يدغم الحرف إذا لقى مثله في كلمة واحدة وهما متحركان مثل :" أتحاجوننا " و " أتمدونن بمال ".
ومثل قوله :" من بعد إكراههن " و " وفي وجوههن " إلا أن يكون مدغما في الكتاب مثل قوله :" تأمروني أعبد " و " ما مكنى " و " أتحاجونى في الله " إلا قوله :" ما سلككم " و " مناسككم " فإنه أدغمها.
ومثل هذه الآية قوله :" أتمدوننى بمال " لا يدغمها أبو عمرو وغيره جرياً على الأصل ولأن النون الثانية غير لازمة ألا تراك تقول : تمدون زيدا.