والخشية : خوف فيه تعظيم للمخشى منه بخلاف الإشفاق فكأنه قال : هم حذرون المعاصي من أجل خشية عقاب الله
الثالث ما جاء في التنزيل معطوفاً بالواو والفاء
فمن ذلك قوله تعالى :" إياك نعبد وإياك نستعين " ألا ترى أن الاستعانة على العبادة قبل العبادة ومن ذلك قوله تعالى :" وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة ".
وقال عز من قائل في سورة الأعراف :" وقولوا حطة وادخلوا الباب سجداً " والقصة قصة واحدة ولم يبال بتقديم الدخول وتأخيره عن قول الحطة.
ومثله :" فاعفوا واصفحوا " لأن العفو ألا يكون في القلب من ذنب المذنب أثر والصفح أن يبقى له أثر ما ولكن لا تقع به المؤاخذة.
ومن ذلك قوله تعالى :" يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين " والسجود قبل الركوع ولم يبال بتقديم ذكره لما كان بالواو فوجب أن يجوز تقديم غسل اليد والرجل على غسل الوجه في قوله تعالى :" فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ".
ومن ذلك قوله تعالى :" إنى متوفيك ورافعك إليَّ " والرفع قبل التوفي.
ومن ذلك قوله تعالى :" ووهبنا له إسحاق ويعقوب " إلى قوله :" وإسماعيل واليسع ويونس ولوطاً " فأخر لوطا عن إسماعيل وعيسى.
ومن ذلك قوله تعالى :" رب موسى وهارون " في الأعراف وفي طه :" برب هارون وموسى ".
وفي الشعراء أيضاً فبدأ أولا بموسى ثم قدم هارون في الأخريين.
ومن ذلك قوله تعالى :" فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة " وإمطار احجارة قبل جعل الأسافل أعالي.
فقدم وأخر الإمطار.
نظيره في سورة الحجر.
وقال تعالى :" فكيف كان عذابي ونذر " والنذر قبل العذاب.
وفسر قوله تعالى :" فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت " أي : وانتفخت لظهور نباتها فيكون من هذا الباب وفسروها بأضعف نباتها فلا يكون من هذا الباب.


الصفحة التالية
Icon