ومن ذلك قوله تعالى :" إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة " أي : بأن تذبحوا لأن أمر فعل يتعدى إلى مفعولين الثاني منهما بالباء دليله " أتأمرون الناس بالبر ".
ومثله :" أعوذ بالله أن أكون " أي : من أن أكون.
ومثله :" أفتطمعون أن يؤمنوا لكم " أي : في أن يؤمنوا لكم.
ومن ذلك قوله تعالى :" بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزل الله " أي : بغيا لأن ينزل الله فإن ينزل الله متعلق ب بغيا بواسطة حرف الجر.
وبغياً مفعول له وأن يكفروا رفع مخصوص بالذم.
وماشتروا ما يجوز أن يكون نصباً على تقدير : بئس شيئا ويجوز أن يكون رفعا على تقدير : بئس الذي اشتروا به.
ومن ذلك قوله تعالى :" ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه " أي : في نفسه فحذف في.
وقال قوم : سفه بمعنى سفه.
وقال قوم : هو تمييز.
والمعرفة لا تكون تمييزا.
قال عثمان : يمكن أن يكون تقديره : فمن عفى له من أخيه عن شئ فلما حذف حرف الجر ارتفع شئ لوقوعه موقع الفاعل كما أنك لو قلت : سير بزيد ثم حذفت الباء قلت : سير زيد.
ومثل حذف عن في التنزيل قوله تعالى :" ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل " والتقدير : فقد ضل عن سواء السبيل.
ومن ذلك قوله تعالى :" وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهر بيتي " أي : بأن طهرا بيتي.
ومنه قوله تعالى :" فلا جناح عليه أن يطوف جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم " أي في أن تبتغوا أي : في أن يطوف وكذلك :" ليس عليكم " ومثله قوله تعالى :" ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا " أي : في أن تبروا.
وقال أبو إسحاق : بل أن تبروا مبتدأ والخبر محذوف.
أي : البر والتقوى أولى.
ومنه قوله تعالى :" أن تسترضعوا أولادكم " أي لأولادكم.