وقد ينتصب أن من وجه آخر غير ما ذكرنا وذلك أن قوله :" إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين " يدل على الإنكار والاستكبار وترك الانقياد فأعمل هذا المعنى الذي دل عليه هذا الكلام في أن وكان التقدير استكبر وكفر لأن كان ذا مال وبنين.
فأما من أدخل الهمزة فقال : أأن كان ذا مال وبنين.
فقد يكون في موضع النصب أيضاً من وجهين : أحدهما : أن ما تقدم مما دل من قوله عتل صار بمنزلة الملفوظ به بعد الاستفهام فكأنه : ألأن كان ذا مال وبنين يعتل أو يكفر أو يستكبر ونحو ذلك.
كما أن ما تقدم من ذكر قوله :" آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل " صار كالمذكور بعد قوله :" آلآن وقد عصيت قبل " ويكون " إذا تتلى عليه آياتنا " كلاما مستأنفاً.
ثانيهما : ويجوز أيضاً مع الاستفهام أن يعمل في أن ما دل عليه قوله :" إذا تتلى عليه آياتنا قال ".
كما جاز أن يعمل إذا لم يدخل الاستفهام ومثل ذلك قوله تعالى :" يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ".
ومن حذف الجر قوله :" إني أعظك أن تكون " أي : من أن تكون.
وكذلك :" إني أعوذ بك أن أسألك " أي : من سؤالك.
فأما قوله في التنزيل :" يرسل السماء عليكم مدرارا " إن حملت السماء على التي هي تظل الأرض أو على السحاب كان من هذا الباب وكان التقدير : يرسل من السماء عليكم مدرارا.
فيكون مدرارا مفعولا به.
وإن حملت السماء على المطر كان مفعولا به ويكون ويقوى الوجه الأول " فأنزلنا من السماء ماءً " " وينزل من السماء من جبال " " وأنزل من السماء ماءً " وغير ذلك من الآى.
ومن ذلك قوله تعالى :" إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه " والتقدير : يخوفكم بأوليائه.
فحذف المفعول والباء.
وقيل : الأولياء : المنافقون لأن الشيطان يخوف المنافقين.
وأما قوله تعالى :" في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى " فقيل : التقدير : لا يضل عن ربي أي : الكتاب لا يضل عن ربي ولا ينساه ربي فحذفت عن.