وقيل : لا تجعلوا دعاءكم الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا أي : لا تدعوه ب يا محمد وادعوه ب يا نبي الله كقوله تعالى :" ولا تجهروا له بالقول " فيكون المصدر مضافاً إلى المفعول.
ومن ذلك قوله تعالى :" والقمر قدرناه منازل " أي : يسير في منازل سائراً فيها.
ومن ذلك قوله تعالى :" لو تعلمون علم اليقين " قيل : التقدير : بعلم اليقين لترون فحذف الجار.
وقيل : بل هو نصب على المصدر.
ومن ذلك قوله تعالى :" فمن تطوع خيراً " أي : بخير فحذف الباء.
ومن ذلك قوله تعالى :" آتنا غداءنا ".
قال أبو علي : آتنا ليس من الإعطاء إنما هو من أتى الغداء وآتيته كجاء وأجأته ومنه قوله تعالى :" تؤتي أكلها " أي : تجئ.
و آتنا غداءنا يتعدى إلى غدائنا بإرادة الجار لا بد من ذلك لأن الهمزة لا تزيده إلا مفعولاً واحداً بخلاف " وآتاكم من كل ما سألتموه " " وما أتاكم الرسول " لأنه من الإعطاء إذ هو متعد إلى ضمير الموصول وإلى الكاف والميم.
وقد عددت لك هذه الآى.
وقد قال سيبويه في الباب المترجم عنه : فهذا باب ما ينتصب من الأسماء ليست بصفة ولا مصادر لأنه حال يقع فيه الأمر فينتصب لأنه مفعول فيه.
قال : وزعم الخليل أن قولهم : ربحت الدرهم درهما محال حتى يقولوا : في الدرهم أو للدرهم.
كذلك وجدنا العرب تقول.
ومن زعم أنه يريد معنى الباء واللام ويسقطهما قيل له : أيجوز أن تقول له : مررت أخاك وهو يريد بأخيك فإن قال : لا يقال فإن هذا لا يقال أيضاً
الخامس وفي بعض ذلك اختلاف
وفي بعض ذا اتفاق وقد ذكر سيبويه زيادة لا في قوله : أما العبيد فذو عبيد : وأما قول الناس للرجل : أما أن يكون عالم وأما أن يعلم شيئاً فهو عالم.
وقد يجوز أن تقول : أما أن لا يكون يعلم فهو يعلم وأنت تريد : أن يكون كما جاءت :" لئلا يعلم أهل الكتاب " في معنى : لأن يعلم أهل الكتاب فهذا يشبه أن يكون بمنزلة المصدر في كلام طويل.


الصفحة التالية
Icon