فمن ذلك قوله تعالى :" غير المغضوب عليهم ولا الضالين " ف لا في قوله : ولا الضالين زيادة.
وجاءت زيادتها لمجئ غير قبل الكلام وفيه معنى النفي.
ألا ترى أن التقدير : لا مغضوباً عليهم ولا الضالين وكما جاء :" وما يستوي الأحياء ولا الأموات " فكرر لا وهي زيادة وكذلك هذا.
ومن ذلك قوله تعالى :" وما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ".
والتقدير : ما منعك أن تسجد ف لا زائدة.
وقيل : في قوله تعالى :" وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها.
قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون " إن لا زائدة.
والمعنى : وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون فيمن فتح أن.
ولما كان فتح أن يؤدي إلى زيادة لا عدل الخليل إلى أنّ أن من قوله أنها بمعنى : لعلها.
قال : والمعنى : وما يشعركم لعلها إذا جاءت لا يؤمنون لأن في حملها على بابها عذراً لهم في ترك الإيمان حيث لم ينزل الآية وذلك لأنه إذا قال : وما يشعركم أن الآيات إذا جاءت لا يؤمنون فالمعنى : لو جاءت آمنوا.
فلما كان كذلك حملها على لعل.
وقيل : بل إن أن على بابها.
والتقدير : وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون أو يؤمنون فيكون من باب حذف الجمل.
وقال قوم : بل في الآية تقديم وتأخير والتقدير : إنما الآيات عند الله ولا ينزلها لأنها إذا جاءت لا يؤمنون.
فهذه ثلاثة أقوال.
ومن ذلك قوله تعالى :" وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون " قالوا : لا زائدة.
والتقدير : وحرام على قرية أهلكناها رجوعها إلى الدنيا ف لا زائدة وقال أبو علي : إن قوله : أنهم لا يرجعون داخل في المصدر الذي هو حرام وخبر حرام مضمر.
والتقدير : وحرام على قرية أهلكناها بأنهم لا يرجعون موجود أو كائن أو مقضى أي حرام عليهم بالاستئصال وجودهم في الدنيا أو رجوعهم إليها.


الصفحة التالية
Icon