فإن قلت : إنه أريد به الماضي فأضيف فجاز أن يكون وصفاً لما قبله والمعنى معنى فالوجه الأول أحسن لأنه ليس في لفظه ما يدل على الماضي والشئ إنما يحمل في المعنى على ما يخالف في اللفظ نحو نادى يقال لفظه لفظ الماضي والمعنى معنى المستقبل وهذا التقدير لا يصح في " مالك يوم الدين " إذ لا يقال : لفظه لفظ الماضي ومعناه المستقبل.
ومن ذلك قوله تعالى :" كل نفس ذائقة الموت " لولا ذلك لم يجز خبراً على كل لأنه لا يكون المبتدأ نكرة والخبر معرفة.
نظيره في الأنبياء :" كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير ".
ومن ذلك قوله تعالى :" هدياً بالغ الكعبة " أي : بالغاً الكعبة إضافة في تقدير الانفصال أي هديا مقدار به بلوغ الكعبة ليس أن البلوغ ثابت في وقت كونه هديا فإنما الحال هنا كالحال في قوله تعالى :" وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها " أي : مقدرين الخلود فيها.
ومثله :" ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثانى عطفه " أي : ثانياً عطفه والإضافة في تقدير الانفصال لولا ذلك لم ينتصب على الحال.
ومن ذلك قوله تعالى :" ولا الليل سابق النهار " أي سابق النهار.
والتقدير به التنوين.
ومن ذلك قوله تعالى :" إنكم لذائقوا العذاب الأليم : أي : لذائقون العذاب الأليم فالنية به ثبات ومن ذلك قوله تعالى :" هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته " هو في تقدير التنوين دليلة قراءة من نون ونصب ضره ورحمته.
ومن ذلك قوله تعالى :" فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم " أي : مستقبلاً أوديتهم.
ومثله ما بعده :" عارض ممطرنا " أي : عارض ممطر إيانا ولولا ذلك لم يجز وصفاً على النكرة.
ومن ذلك قوله :" إنما أنت منذر من يخشاها " دليله قراءة يزيد منذر من يخشاها بالتنوين.