إضمار فعل دل عليه ليبك فزعم أن هذا الكلام يدل على أن له باكيا، فصار كأنه قال ليبك ضارع به ومثله قراءة بعضهم زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم" على أن يكون زين مرتباً للمفعول، وارتفع قتل به مضافاً إلى أولادهم ويكون شركاؤهم محمولا على فعل آخر، لأن التقدير كأنه قال زينه شركاؤهم وهذه القراءة مروية عن السلمى، والحسن، ويحيى بن الحارث الذمارى، عن أهل الشام وقال سيبويه في هذا القول أبو علي وأظنني مربى من كلام غلامه أنه حمل رفع شركائهم على المصدر، أي أن قتل أولادهم شركأوهم ويحكى ذلك أيضاً عن قطرب وهذا وإن كان محمولا على العامل الأقرب، فإنما الإخبار في الآية عن تزيين الشركاء قتل أولاد المشركين وقراءة السلمى إنما يكون الشركاء قاتلين أولادهم بتشبيبهم وتربيتهم والكلام في هذا طويل والله أعلم ومن ذلك قوله تعالى "قال موعدكم يوم الزينة وإن يحشر الناس ضحى" فيمن نصب تقديره موعدكم في يوم الزينة، وموعدكم في حشر الناس فقوله أن يحشر في موضع الرفع خبر مبتدأ محذوف دل عليه وقوله موعدكم الأول ومن رفع كان التقدير موعدكم موعد يوم الزينة، فحذف المضاف، يدل على ذلك قوله وأن يحشر، أي موعد حشر الناس، أو وقت حشر الناس، فحذف وأما قوله تعالى "اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة" فإن جعلت في لهم ضمير يعود إلى ما كان في رفع آلهة وجهان أحدهما إضمار هي، أي هي آلهة والآخر إبدالها من الضمير في الظرف وزعم ابن عيسى أنه يجوز أن تكون ما كافة، فيستأنف الكلام بعدها، ويجوز في ما أن تكون موصولة بلهم كأنه قيل اجعل لنا إلهاً كالذي لهم، فيجوز الجر على هذا الوجه في آلهة، كأنه قيل اجعل لنا إلهاً كآلهة لهم ويجوز على هذا الوجه النصب في آلهة على الحال، ففيه ثلاثة أوجه الرفع، والنصب، والجر، ولا يجوز على الكافة إلا الرفع


الصفحة التالية
Icon