الله والكفر به، وكذلك مثله الفراء وقدره، فإذا صار كذلك، فكأن المعنى وإخراج أهل المسجد الحرام أكبر عند الله من الكفر، فيكون بعض خلال الكفر أعظم منه كله، وإذا كان كذلك امتنع الأول، وإذا امتنع هذان ثبت الوجه الثالث، وهو أن يكون قوله وصد عن سبيل الله ابتداء وكفر به وإخراج أهله معطوفان عليه، وأكبر خبر فيكون المعنى وصد عن سبيل الله، أي منعهم لكم أيها المسلمون عن سبيل الله وعن المسجد الحرام وإخراجكم منه وأنتم ولاته، والذين هم أحق به منهم، وكفر بالله من قتال في الشهر الحرام وأما قوله تعالى "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم" قريء والأنصار بالرفع على أن يجعل الأنصار ابتداء، ولا تجعلهم من السابقين الذين هم المهاجرون دليل هذه القراءة قوله "والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان" والذين جاءوا من بعدهم الأنصار والذين في موضع جر، لأنه معطوف على قوله "للفقراء المهاجرين"، ففي الآية من وجهين على أن المهاجرين هم السابقون في قوله "والذين جاءوا من بعدهم" وقوله "الذين سبقونا بالإيمان" وعلى هذا ما روى عن خالد بن الوليد أنه قال لعمار إن كنت أقدم منى سابقة فليس لك أن تنازعني فالسابقون على هذا هم المهاجرون من دون الأنصار ويقوى ذلك ما روى من قوله عليه السلام لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ووجه الجر في الأنصار أن يجعل الأنصار مع المهاجرين السابقين والمعنى أن كلا القبيلين سبقوا غيرهم ممن تأخر عن الإيمان إلى الإيمان ويقوى هذه القراءة أن في بعض الحروف من المهاجرين ومن الأنصار حكاه أبو الحسن وقوله تعالى والذين اتبعوهم يجوز أن يكون مبتدأ ويكون الخبر رضى الله عنهم ويجوز أن يكون والذين اتبعوهم عطفاً على الصنفين المتقدمين وإذا رفعت الأنصار بالابتداء يكون التقدير هؤلاء في الجنة فأضحر الخبر ويجوز أن يكون والسابقون الأولون أي وفيما يتلى عليكم والسابقون


الصفحة التالية
Icon