كأنه أراد أن يقول وهذا ليا، فصير الواو بين ها وذا، زعم أن مثل ذلك أي ها الله ذا، إنما هو هذا وقد يكون ها في ها أنت ذا، غير مقدمة، وإنما تكون بمنزلتها للتنبيه في هذا يدلك على ذلك قوله تعالى "ها أنتم هؤلاء" فلو كانت "ها" ها هنا هي التي تكون أولا إذا قلت هؤلاء لم تعد ها ها هنا بعد أنتم حدثنا يونس تصديقاً لقول أبي الخطاب أن العرب تقول هذا أنت تقول كذا وكذا، ولم ترد بقولك هذا أنت، أن تعرفه نفسه؛ كأنك تريد أن تعلمه أنه ليس غيره هذا محال ولكنه أراد أن ينبههه كأنه قال الحاضر عندنا أنت، والحاضر القائل كذا وكذا أنت وإن شئت لم تقدم ها في هذا الباب قال الله تعالى "ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم" قال أبو سعيد ها أنا ذا، وها نحن أولاء، وها هو ذاك، وها أنت ذا، وها أنتم هؤلاء، وها أنتن أولاء؛ فها للتنبيه، والأسماء بعدها مبتدآت، والخبر أسماء أشارة؛ ذا، وذاك وإن شئت جعلت الضمير المقدم هو الخبر، والإشارة هي الاسم وأما ها فيجوز أن يكون مع ذا وفصل بينهما بأنت، المراد ب هذا أن يكون مع ذا والتقدير أنا هذا، ويجوز أن يكون التنبيه للضمير، لأنهما مشتركان في الإبهام فأما من قدرها مع ذا وإن فصل بينهما، فإنه يحتج بقول زهير
تعلمن ها لعمر الله ذا قسماً | فاقدر بذرعك وانظر أين تنسلك |