و فقلت لهم هذا لها ها وذاليا والتقدير هذا لها وذا لى، فصير الواو بين ها وذا ويحتج أيضاً بقولهم لا ها الله ذا، واسم الله ظاهر لا يدخل عليه هاء التنبيه، كما لا يدخل على زيد ونحوه وإنما معناه لا والله هذا وإن من يقدر أن ها داخلة على أنت غير منوى دخولها على ذا فإنه يحتج بقوله ها أنتم هؤلاء فأتى ب ها فأدخلها على أنتم ثم أعادها في الأولاء فلو كانت ها أولاء بمعنى الاولى منوياً بها التأخير، لكانت ها الأولى والثانية جميعاً لأولاء وهذا بعيد وهذه حجة سيبويه ومعنى قوله وقد يكون ها في ها أنت ذا غير متقدمة، أي موضعها ل أنت، غير متقدمة من ذا إلى أنت قال أبو سعيد وإنما يقول القائل ها أنا ذا، إذا طلب رجل لم يدر أحاضر هو أم غائب، فقال المطلوب ها أنا ذا أي الحاضر عندك أنا وإنما يقع جواباً لقول القائل أين من يقوم بالأمر؟ فيقول له الآخر ها أنا ذا، أو ها أنت ذا أي أنا في الموضع الذي التمست فيه من التمست، أو أنت في ذلك الموضع وأكثر ما يأتي في كلام العرب هذا بتقديم ها والفصل بينها و بين ذا بالضمير المنفصل والذي حكاه أبو الخطاب عن العرب من قوله هذا أنا و أنا هذا هو في معنى أنا ذا ولو ابتدأ إنسان على غير الوجه الذي ذكرناه فقال هذا أنت، وهذا أنا، يريد أن يعرفه نفسه، كان محالاً؛ لأنه إذا أشار له إلى نفسه بالإخبار عنه ب أنا و بأنت لا فائدة فيه، لأنك إنما تريد أن تعلمه أنه ليس خبره ولو قلت ما زيد غير زيد، وليس زيد غير زيد، كان لغواً لا فائدة فيه أو قلت هذا أنت، والإشارة إلى غير المخاطب، كان معناه هذا مثلك، كما تقول زيد عمرو، على معنى زيد مثل عمرو والذي حكاه يونس عن العرب هذا أنت، تقول أنت تفعل كذا وكذا هو مثل قوله "ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم" لأن قولهم هذا أنت، كقولك أنت هذا، أحدهما مبتدأ والآخر خبره، أيهما شئت جعلته المبتدأ والآخر الخبر، وقوله تفعل كذا وكذا في موضع الحال عند البصريين، كأنك قلت هذا