زيد فاعلاً كذا والعامل فيه معنى التنبيه وعند الكوفيين أن المنصوب في هذا بمنزلة الخبر، لأن المعنى عندهم زيد فاعل كذا ثم أدخلوا هذا للوقت الحاضر، كما يدخلون كان لما مضى فإذا ادخلوا هذا وهو اسم، ارتفع به زيد وارتفع هذان به على ما لو اختير حكم المبتدأ والخبر والذي بعده فارتفاع زيد بهذا ويسمى أهل الكوفة هذا التقريب ومنزلة ها عند منزلة كان لأن كان دخلت على زيد قائم به فانتصب به ولا يجوز إسقاط المنصوب، لأن الفائدة به، معقودة والقصد إليه ويجوز عند الكوفيين هذا زيد القائم، كما يجوز كان زيد القائم ولا يجوز عند البصريين هذا زيد القائم، لأن مجراه عندهم مجرى الحال، بخلاف خبر كان، إذ ليس هو بحال وأما قوله تعالى "ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم" ففيه ثلاثة أقوال أحدها مذهب أصحابنا، وهو أن أَنْتُمُ و هَؤُلاء مبتدأ وخبر وتقتلون أنفسكم في موضع الحال، تقديره قاتلين أنفسكم
وعلى مذهب الكوفيين تقتلون خبر التقريب، على ما ذكرناه من مذهبهم وقال ثعلب هؤلاء في معنى الذين وتقتلون في صلتها كأنه قال ثم أنتم تقتلون أنفسكم، كما قال ابن مفرع

عدس ما لعباد عليك إمارة أمنت وهذا تحملين طليق
وكان ينبغي على ما قدره ثعلب أن يقرأ "ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم"، على تقدير أنتم الذين تقتلون أنفسكم ويجوز عند البصريين ثم أنتم الذين أنفسكم، في الضرورة، وليس بالمختار وأنشدوا فيه لمهلهل
وإن الذي قتلت بكر بالقنا ويركب منها غير ذات سنام
والوجه وإن الذي قتل والآخر
يا أيها الذكر الذي قد سؤتنى وفضحتني وطردت أم عياليا
والوجه يا أيها الذي قد ساءني والآخر


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
يا مرو يابن واقع ياأنتا أنت الذي طلقت عام جعتا
حتى إذا اصطبحت واغتبقتا أقبلت مرتاداً لما تركتا