لوقوعه موقع مضطجعين وقائمين ومثله "وإذا مسَّ الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً" أي دعانا مضطجعاً لا بد من ذا التقدير في الموضعين ليصح العطف عليه وأبو إسحاق حمل اللام وما بعده على المس دون الدعاء، وإذا مس الإنسان مضطجعاً أو قائماً أو قاعداً الضُّر دعانا وحمله على الدعاء أولى من حمله على المس لكثرة الآى في ذلك من قوله "الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم" وقوله "وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيين إليه" وغيرهما فأما قوله "وسار بأهله آنس" فقد يكون من هذا الباب، أي لم يخرج منفرداً عن مدين ويجوز أن يكون كقوله "أسرى بعبده" فتعديه بالباء وأما قوله في "أحببت حب الخير عن ذكر ربيِ" أي لزمت حب الخير معرضاً عن ذكر ربي والجار في موضع الحال وأحببت بمعنى لزمت الأرض، من قولهم أحبَّ البعير إذا برك ومن قال أحببت بمعنى آثرت، كان عن بمعنى على، أي آثرت حب الخير على ذكر ربي ومن ذلك قوله تعالى "ولكم فيها ما تدعون نزلاً من غفور رحيم" فيما يتعلق به الجار وما ينتصب عنه "نُزُلاً" أوجه يجوز أن يكون نزلاً جمع نازل، مثل شارف وشُرف قال الأعشى
أو تنزلون فإنا معشرٌ نُزُلُ