فإذا حملته على ذلك أمكن أن يكون حالاً من شيئين أحدهما الضمير المرفوع في تدَّعون والآخر أن يكون من الضمير المجرور في قوله لكم والآخر أن يكون النزل كالتي في قوله "فنزل من حميم وتصلية جحيمٍ" فإذا حملته على هذا كان حالاً للموصول والعامل فيها لكم فأما قوله "من غفور رحيم" فمتعلق بمحذوف، وهو صفة للحال، كقوله جاءني زيد رجلاً صالحاً ولا يجوز أن يكون من متعلقاً ب تدَّعون إذا جعلت نزُلاً حالاً من ما لأنك لا تفصل بين الصلة والموصول بأجنبي ألا ترى أن الحال إذا كانت من الموصول كانت بمنزلة الصفة له، ولا يجوز أن يعترض بها بين الصلة والموصول، كما لا يجوز ذلك في الصفة ولو جعلت نُزُلاً جمع نازل، حالاً من الضمير المرفوع لجاز أن يكون من غفور رحيم متعلقاً ب تدَّعون ولم تكن لتفصل بها؛ لأن الحال والجار جميعاً في الصلة ولو جعلت الحال أعني نزلاً من كُمْ في ولَكُمْ والجار متعلق ب تدَّعون لم يجز أيضاً؛ للفصل بأجنبي بين الصلة والموصول