ولا يجوز أن يكون متعلقاً ب لكم على أن يكون ظرفاً، لأنه تعلق ظرف آخر وهو فيها ويجوز أن يكون من والمجرور به في موضع حال من الضمير المجرور في لكم وفي هذا نظر، لأنك لو قدرت لكم ثابتين من غفور رحيم لم يكن له معنى، فإذا حملته جعلت نزلاً حالاً من الضمير المرفوع في تدعون أو من ما ولا يجوز أن يكون حالاً من الضمير المجرور في لكم لأنه لا يكون منه حالان، كما لا يكون له ظرفان فإن جعلت من صفة لنزلٍ جاز أن يكون نزلاً حالاً من الضمير المجرور في لكم فأما قوله تعالى "كانت لهم جنات الفردوس نزُلاً" فإن جعلت نزلاً، من قوله "فنزل من حميم" فعلى حذف المضاف، كأنه كانت لهم كل جنات الفردوس نزلاً، لأن الجنات مكان وإن جعلته جمع نازل، كانت حالاً من الضمير المجرور في لهم ومن ذلك قوله تعالى "فما للذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين" فإن قِبلك ينتصب على ثلاثة أضرب أحدها أن يكون ظرفاً لمعنى الفعل في اللام الجارة والآخر أن يكون ظرفاً لمهطعين والثالث أن يكون الظرف في موضع الحال، وكون الظرف في موضع الحال كثير فاش ومثله "يأتوك رجالاً وعلى كل ضامرٍ" أي ركبانا كقوله تعالى في الأخرى "فرجالاً أو ركباناً" فيكون فيه ذكر فيمكن أن يكون مهطعين حالاً من ذلك الضمير وأما قوله عزين فيجوز أن ينتصب من ثلاثة أضرب أحدها أن يكون صفة للحال الذي هو مهطعين ويجوز أن ينتصب عن مهطعين وفيه ضمير يعود إلى ما في مهطعين ويجوز أن ينتصب عما في قوله "عن اليمين وعن الشمال عزين" ذلك أن الظرف يجوز أن يكون صفة ل مهطعين لأنه نكرة، وإذا كان كذلك تضمن ضميراً، وإذا تضمن الضمير أمكن أن ينتصب عزين عن ذلك ويجوز في قوله "عن اليمين وعن الشمال" أن يكون متعلقاً ب مهطعين ويجوز أن يتعلق ب عزين على حد قولك أخذته عن زيد ومن ذلك قوله تعالى "فأتبعهم فرعون بجنوده" أي أتبعهم عقوبته مستعداً جامعاً لجنوده ومن ذلك قول الفراء "فمن كان منكم مريضاً أو على


الصفحة التالية
Icon