ومن ذلك قوله تعالى "وجعلنا له نوراً يمشى به في الناس وقوله "ويجعل لكم نوراً تمشون به" أي تمشون ولكم هذا النور فيجوز أن يكون ذلك علماً للمؤمنين وفصلاً لهم ممن خالفهم ورغب عن دينهم ومن ذلك قوله "قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار" قال أبو علي في أمم متعلق ب ادخلوا ولا يجوز أن يتعلق بخلت نفسه، لتعلق حرف الجر به وفي النَّار يجوز أن يكون صفة ل أمم ويجوز أن يكون حالاً من الضمير الذي في الظرف، الذي هو "من الجن والإنس" ويجوز أن يكون حالاً من الذكر الذي في خلت ومتى جعلت الشيء حالاً لم يجز أن تكون عنه حال أخرى ومن ذلك قوله تعالى "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون" قيل الباء زيادة ومعنى منعنا اقتضى منا ألا يفعل وكل ما أوجب ألا نفعل شيء فهو مانع منه، وإن لم تزل القدرة عليه، وموضع أن نرسل نصب، لأنه مفعول منع وقيل الباء في بالآيات باء الحال، أي نرسل رسولنا ومعه الآيات ومن ذلك قوله "يدعون فيها بكل فاكهة" قال أبو علي لا تكون الباء زائدة، لأن الفاكهة لا تدعى، فتكون على وجهين إما أن تكون حالاً من الداعين، أي يدعون مقدرين فيها الملابسة بكل فاكهة، فيكون كقولهم خرج بناقته، وركب بسلاحه وإما أن تكون صفة للمصدر المحذوف، كأنه يدعون فيها دعاء بكل فاكهة، أي قد التبس الدعاء بكل فاكهة ومن ذلك قوله تعالى "إنَّي رسول الله إليكم مصدقاً" قال أبو علي هو حال مؤكدة منتصبة عن معنى الفعل الذي دلت عليه الجملة ولو جعلت قوله إليكم متعلقاً بمحذوف وجعلته حالاً مؤكدة كقوله ومصدقاً فيمن جعل إليكم غير متعلق بالرسول ولكن بالمحذوف، أمكن أن يكون مصدقاً حالاً من الضمير في إليكم فكان العامل في الحال ما معنى الفعل من إليكم ومن ذلك قوله "فسبِّح بحمد ربك واستغفره" قيل الباء للحال والمعنى فسبح حامداً، أو فسِّبح تسبيحك حامداً لتكون الحال مضامة للفعل وقيل الباء للسبب، أي سبِّحه بأن نحمده


الصفحة التالية
Icon