والمعنى احمده لتكون مسبحاً له وأما قوله تعالى "ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق" أي عن قوله، فتصير معه محاذراً ما جاءك من الحق وقال "أطعمهم من جوع" وأما قوله "ما أصاب من مصيبة في الأرض إلى قوله يسير" فقد قال أبو علي يجوز أن يكون في ظرفاً ل أصاب ول مصيبة أيضاً يؤكد ذلك ويحسنه دخول لا في قوله ولا في أنفسكم فصار بمنزلة ما مررت برجل ولا امرأة ويجوز أن يكون صفة للنكرة وقوله تعالى "ولا في أنفسكم" صفة أخرى لها فيحتمل على ذلك أن يكون موضعه جراً على لفظ مصيبة رفعاً على الموضع وجاز دخول لا هنا وإن لم يكن الكلام على هذا التأويل نفياً؛ لأنه لما كان معطوفاً على ما هو منفي في المعنى، حمل عليه، كقوله
يحكى علينا إلا كواكبها