والعائد إليه محذوف، أي كنتم تدعونه أو تدعونهم، لقوله ضلُّوا والموصول مرفوع بالابتداء، وأين خبر مقدم عليه
بخلاف ما في الآيتين المتقدمتين، لأنها صلة زائدة؛ والتقدير أين كنتم؟ وأين كانوا؟ وكما استدل بهذين فيما ذكرنا استدل بتقديم خبر ليس على ليس بقوله تعالى "ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم" فقال التقدير ألا ليس العذاب مصروفاً عنهم يوم يأتيهم ف يوم، منصوب بمصروف، وقدمه على ليس فدل على جواز قائماً ليس زيد فزعم عثمان أن الآية تحتمل وجهين غير ما قاله أحدهما أن يوماً ظرف، والظرف يعمل فيه الوهم، فيجوز تقديم الظرف الذي عمل فيه خبر ليس على ليس، ولا يدل على جواز قائماً ليس زيد والوجه الثاني أن يوماً منصوب بمعنى ألا لأن معنى ألا تنبيه قال سيبويه ألا تنبيه، تقول ألا إنه ذاهب وألا حرف واحد، وليست لا التي للنفي دخل عليها الهمزة ألا ترى وقوع إنَّ بعدها في قوله "ألا إنهم يثنون صدورهم" "ألا إنهم هم السفهاء" "ألا إنهم هم المفسدون"، "ألا إنهم من إفكهم" ولو كانت تلك لم تخل من أن يقع بعدها اسم أو فعل، نحو ألا رجل، وألا أمرأة، وألا يقوم زيد، ففي وقوع إن بعدها دليل على ما ذكرنا فإن قلت إذا كان حرف تنبيه فكيف جاز أن يدخل على التنبيه في مثل قوله ألا يا اسلمى، و "ألا يسجدوا" فإنما جاز ذلك لأن يا لما استعمل استعمال الجمل سد مسدهه في النداء، جاز دخول هذا الحرف عليه كما جاز دخولها على الجمل ويدلك على أنها ليست للنفي قوله تعالى "ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم" ولو كان نفياً لم يدخل على ليس، إذ تقلب المعنى إلى الإيجاب، وليس الأمر كذلك، لأن معنى النفي بلا قائم صحيح في ليس هذا، فهذا يدلك على أنها ليست لا التي للنفي ويدلك على ذلك أيضاً أن لا النافية لم تدخل على ليس في موضع فحملها على النافية هنا لا يصح، لأنه لم يوجد له نظير، ف ألا بمعنى انتبه وقد عمل في يوم يأتيهم، فلا يدل على جواز قائماً ليس زيدٌ وإنما يدل