والأولى إذا اجتمع مضمر ومظهر لأن يكون الاسم من حيث كان أذهب في الاختصاص من المظهر، فكذلك إذا اجتمع مع مظهر غيره كان أن يكون اسم كان المضمر والمظهر الخبر أولى فلهذا المعنى قال قوم إذا قلت في الدار إنك قائم، ونحو قوله "ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة" "ومن آياته أن تقوم السماء والأرض" "ومن آياته أن خلقكم من تراب" إنما رفع بالظرف لأنه يشبه المضمر و غداً الرحيل، هو أن مع الفعل، فيشبه المضمر ويلزم على تشبيه أن بالمضمر أن تكون أن الناصبة للفعل مرتفعة في قوله بالظرف لاجتماعها مع أن فيما ذكرنا وليس الأمر في أن كذلك لارتفاعها بالابتداء، وإن لم يجز تقديمه في قوله "وأن تصوموا خيرٌ لكم" و "أن يستعففن خير لهن" ولا يستقيم أن يفعل بينهما ب أن يقال إنّ "أنْ" الخفيفة قد ابتدئت والثقيلة لم تبتدأ لأنه يقال له ارفعه بالابتداء، وإن لم يجز تقديمه، كما رفعت زيدا ونحوه بالابتداء، وإن لم يجز أن يبتدأ بها في أول الكلام وأما قوله تعالى "من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم"، فمذهب سيبويه أن في كاد ضمير القصة والحديث، وفسر بالجملة من الفعل والفاعل وجاز ذلك فيها وإن لم تكن مثل كان وبابها من الأفعال المجردة من الدلالة على الحدث، لمشابهتها لها في لزوم الخبر إياها ألا ترى أنها لا تخلو من الخبر، كما أن تلك الأفعال كذلك وقد أجاز أبو الحسن في قوله "من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم" أن يكون في كاد ضمير ممن تقدم، ويرفع قلوب فريق؛ تزيغ قال وإن شئت رفعتها، يعني القلوب ب كاد وجعلت تزيغ حالاً فأما احتماله الضمير مما جرى، فوجهه أنه لما تقدم قوله "لقد تاب على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة" وكانوا قبيلا، ومن عاندهم من الكفار والمنافقين قبيلا، أضمر في كاد، قبيلا فأما كون يزيغ حالاً فيدل على صحته قول العجاج



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
إذا سمعت صوتها الخرَّارا أصم يهوى وقعها الصوارا