أي من يمدحه ومن ينصره ويكون من موصوفاً ومن لم يقف على حياة، فإنما أدخل من على قوله "ومن الذين أشركوا" حملاً على المعنى إذ المعنى ولتجدنهم أحرص من الناس ومن الذين أشركوا ومن ذلك قوله تعالى "من الذَّين هادوا يحرفون الكلم" قال أبو علي ومن الذين هادوا فريق يحرف الكلم، فحذف الموصوف، كما قال "ومن آياته يريكم البرق" أي ومن آياته آية يريكم البرق دليله قوله "ومن الذين هادوا سمّاعون للكذب سمّاعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه" أي سماعون من أجل الكذب أي يسمعون ليكذبوا عليك ويحرفوا ما سمعوا فقوله يحرفون صفة لقوله سماعون وليس بحال من الضمير الذي في يأتوك ألا ترى أنهم إذا لم يأتوا لم يسمعوا فيحرفوا، وإنما التحريف ممن يشهد ويسمع ثم يحرف وإذا كان كذلك فالمحرفون من اليهود بعضهم، وإذا كانوا بعضهم لا جميعهم كان حمل قوله من الذين هادوا فريق يحرفون الكلم أشبه من حمله على ما أحببنا نحن به أحد شيوخنا، لأنه لهذه الآية أوفق يعني بذلك حين سأله أحد شيوخه عن تعلق منْ في قوله "من الذين هادوا" فأجابه بأنه يتعلق ب نصير من قوله "وكفى بالله نصيراً" كقوله "فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا" فإن قلت فلم لا نجعل قوله "يحرفون" حالاً منها في "لم يأتوك" على حد "هدياً بالغ الكعبة" أي مقدرا البلوغ فيه، فإن الذي قدمناه أظهر إن شاء الله ومن حذف الموصوف، قوله "أو جاءوكم حصرت صدورهم" أي قوماً حصرت صدورهم، فحذف الموصوف وقدر قوم فيه أي قد حصرت صدورهم، ليكون نصباً على الحال وقال قوم هو على الدعاء ومن حذف الموصوف قوله "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" أي عشر حسنات أمثالها فحذف الموصوف وفيه وجهان آخران نخبرك عنهما في بابيهما إن شاء الله