أي إتيان سرحتى مالك ومن ذلك قوله تعالى "ثم اتخذتم العجل" أو صورته، لأنهم لم يعبدوا العجل حقيقة من بعده، أي من بعد خروجه وكذلك "ثم اتخذتم العجل من بعده" في رأس التسعين، فإنه لم يكن فيه حياة كما يكون في العجل حقيقة، بل كان صورة مموهة وصنعوه صورة العجل وقيل من بعد إنجائنا إياكم نظيره "ما تعبدون من بعدي" أي من بعد وفاتي "ثم عفونا عنكم" أي عن عبادتكم العجل ومثله "أتتخذنا هزواً" أي ذوي هزو ومنه قوله "وكلا منها رغداً" أي من نعيمها نظيره "فكلوا منها حيث شئتم" أي من نعيمها ومثله في الأعراف ومن ذلك قوله "وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم" أي حب عبادة العجل، فحذف حب أولا، فصار وأشربوا في قلوبهم عبادة العجل، ثم حذف العبادة ومثله "من أثر الرسول" أي من أثر تراب حافر فرس الرسول وقال الكلبي لما ذرى العجل في اليم وشربوا منه الماء ظهرت علامة الذهب على بدن محبي العجل، فذلك قوله "وأشربوا في قلوبهم العجل "وإذا جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً" أي ذا أمن وإن شئت أمنا كان بمعنى آمن ومن ذلك قوله تعالى "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت" أي لها جزاء ما كسبت "ولكم ما كسبتم" أي جزاء ما كسبتم ومنه قوله تعالى "والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها" أي في عقوبة اللعنة، وهي النار "كذلك يريهم الله أعمالهم" أي جزاء أعمالهم قوله تعالى "ومثل الذين كفروا" أي مثل داعي الذين كفروا " كمثل الذي ينعق" لا بد من هذا الإضمار ليكون الداعي بمنزله الراعي وقيل "ومثل الذين كفروا" مثل وعظ الذين كفروا، فحذف المضاف قال سيبويه وهذا من أفصح الكلام إيجازاً واختصاراً؛ ولأن الله تعالى أراد تشبيه شيئين بشيئين الداعي والكفار، بالراعي والغنم؛ فاختصر وذكر المشبه في الغنم بالظرف الأول؛ فدل ما أبقى على ما ألقى وهذا معنى كلامه ومثله "إنما حرم عليكم الميتة" أي أكل الميتة، فحذف وقوله تعالى "ولكن البر من آمن" أي ولكن ذا البر وإن شئت ولكن البر بر من آمن