والمعنى لا يجيرني إلا أن أعمل بما آتاني وهو قوله إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها ويجوز أن يكون المراد بالبلاغ ما يبلغ به عن الله إلى خلقه، كما قال إن عليك إلا البلاغ، أي أن تبلغ ما أمرت في أداء الرسالة فعلى الأول يكون ورسالاته جراً عطفاً على لفظة الله وعلى الثاني يكون نصباً عطفاً على المفعول المحذوف، الذي يقتضيه بلاغ، فكأنه قال إلا أن أبلغ من الله ما يحب هو أن يعرف، وتعتقد صفاته فأما قوله والذين هم للزكاة فاعلون أي يفعلون ويعملون بالطاعة لأجل طهارة النفس عن المعاصي، كقوله قد أفلح من تزكى، وذكر اسم ربه فصلى وقد أفلح من زكاها ومن حذف المفعول قوله على أن نبدل أمثالكم، أي على أن يبدلكم بأمثالكم، وعلى أن نبدل خيراً منهم، التقدير على أن نبدلهم بخير منهم، كقوله لينذر بأساً شديداً من لدنه وأما قوله إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فالتقدير تذكروا اسم الله، فحذف وقال لمن أراد أن يذكر أي نعم الله ويفكر ليدرك العلم بقدرته، ويستدل على توحيده وتخفيف حمزة، على أنه يذكر ما نسيه في أحد هذين الوقتين في الوقت الآخر ويجوز أن يكون على أن يذكر تنزيه الله وتسبيحه وأما قوله تعالى فمن شاء ذكره فروي عن الحسن كلا إنها تذكرة قال القرآن وأما قوله فمن شاء ذكره فتقديره إن ذلك ميس له كما قال ولقد يسرنا القرآن للذكر أي لأن يحفظ ويدرس، فيؤمن عليه التحريف والتبديل، الذي جاز على غيره من الكتب لتيسيره للحفظ، وكثرة الدرس له، وخروجه بذلك عن الحد الذي يجوز معه كذلك له، والتغيير؛ أي من شاء الله ذكره، أي ذكر القرآن وقال الله تعالى فمن خاف من موص جنفاً أي خاف ظهور الجنف وقال وما أكل السبع إلا ما ذكيتم أي وما أكل السبع بعضه، فحذف ومن ذلك قوله تعالى ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك أي أرسلنا رسلاً ومن ذلك قوله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون، مفعول يشعركم محذوف، أي ما يشعركم إيمانكم، وما ليست


الصفحة التالية
Icon