وفي قول زفر لا يلزم أن يقدر هذا المضاف، لأن المراد كان عنده المسح، ولا ينبغي أن يكون المراد، تيمموا الصعيد اقصدوه لأن من الفقهاء من لم يذهب إليه؛ لأن زفر كان المعنى عنده امسحوا؛ لأن زفر يقول يصح التيمم بغير النية؛ وأبو حنيفة يقول لا يصح إلا بالنية؛ لأن التيمم قصد، والقصد هو النية وزفر يقيسه على الوضوء، فيصير في الآية تكرار، لأنه لا يقدر المضاف ولا يجعل التيمم النية ومن حذف المضاف قوله تعالى "من أول يوم أحق أن تقوم فيه" أي من تأسيس أول يوم، لا بد من ذا، لأن من لا تدخل ومن ذلك قوله تعالى "تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت" يجوز أن يكون الجار والمجرور صفة للمصدر المحذوف، كأنه تدور أعينهم دورا كدور الذي يغشى عليه، أي كدور عين الذي يغشى عليه من الموت، أي من حذر الموت، أو من خوف الموت، أو من مقارفته الموت ويجوز أن يكون حالاً من المضاف إليه الأعين، أي تدور أعينهم مشبهين الذي يغشى عليه، لأن الذي يغشى عليه تدور عينه، فيكون الكاف على هذا حالا، وعلى القول الأول وصفا للمحذوف منه، وفي كلا الأمرين فيه ذكر من هو له ومن حذف المضاف قوله تعالى "هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم" أي في ملك ما ملكنا كم تخافونهم، أي تخافون تسويتهم في الملك، لأن سياقة الكلام عليه، ولا يكون المعنى على تخافون مكايدتهم أو بأسهم، لأن ذلك غير مأمون منهم فالمعنى تخافون تسويتهم إياكم، فتقدير المصدر الإضافة إلى الفاعل، فقوله "كخيفتكم أنفسكم" أي كخيفتكم المساواة بينكم فهو من باب "فمن اعتدى عليكم"، لأن التسوية بين الأحرار قائمة واقعة، أي تخافون المماليك كما تخافون الأحرار والمراد بأنفسكم الأحرار ومن ذلك قوله تعالى "وثيابك فطهر"، أي ذا ثيابك فطهر، فحذف المضاف، فهذا كقوله تعالى "إن الله اصطفاك وطهرك" أي برأك مما رميت به ومن ذلك قوله تعالى "قل أحل لكم الطيبات وما علمتم" أي صيد ما علمتم ومنه قوله تعالى "طريقا


الصفحة التالية
Icon