في البحر يبساً" أي ذا يبس ومن ذلك قوله تعالى "سبل السلام" أي سبل دار السلام، يعني سبل دار الله ويجوز أن يكون السلام السلامة، أي دار السلامة ومن ذلك قوله تعالى "فأتوا به على أعين الناس" أي على مرآة أعين الناس ومن ذلك قوله تعالى "ولا تولوا عنه" أي لا تعرضوا عن أمره وتلقوه بالطاعة والقبول، كما قال عز وجل "فليحذر الذين يخالفون عن أمره" ومن ذلك قوله تعالى "أيعدكم أنكم إذا متم" أي أن إخراجكم إذا متم لا بد من حذف المضاف، لأن ظرف الزمان لا يكون خبراً عن الجثة، كقولهم الليلةُ هلالُ ومن ذلك قوله تعالى "ما وعدتنا على رسلك" أي على ألسن رسلك وقال "ثم أصبحوا بها كافرين" أي بردها، لأنهم إذا سألوا عما يسوؤهم إذا أظهر لهم فأخبروا به ردوها، ومن رد على الأنبياء كفر، فالتقدير فيه بردها وتركهم قبولها وقال الله تعالى "إلا أن يكونا ملكين" أي كراهة أن يكونا ملكين ومن ذلك قوله تعالى "من بعد قوة أنكاثاً" أي من بعد إمرار قوة، وقوة واحد في معنى الجمع وأنكاثاً، حال مؤكدة، لأن في النقض دلالة على النكث ومن ذلك قوله تعالى "فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب" والجن قد تبينوا أنهم لا يعلمون الغيب، فهو على حذف المضاف، أي بتبين أمر الجن، فصار بمنزلة اجتمعت اليمامة وحمل أن على موضع المحذوف، ف أن بدل من أمر الجن ومن ذلك قوله تعالى، في قصة شعيب "إن أريد إلا الإصلاح" أي فعل الإصلاح، لأن الاستطاعة من شرط الفعل دون الإرادة ومن ذلك قوله تعالى "أولئك لهم عقبى الدار جنات عدن يدخلونها" أي دخول جنات عدن "ومن صلح" أي دخول من صلح فإن قلت فهل يكون "ومن صلح" على زيدا ضربته وعمرا، فتحمله على المضمر دون ضربته، فإن ذلك لا يجوز ألا ترى أن يدخلونها صفة وليس بخبر، لأن جنات عدن نكرة وليس كزيد قاله أبو علي وعندي فيه نظر، لأن كون قوله "يَدْخُلُونَهَا" صفة لجنات لا يمنع عطف ومن صلح على الضمير الذي فيه ومن ذلك قوله تعالى


الصفحة التالية
Icon