"قالوا جزاؤه من وجد في رحله" أي أخذ من وجد في رحله، فحذف المضاف ومنه قوله تعالى "إلا أن يأتيهم الله" أي أمر الله ومنه قوله تعالى "وإذا أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم" أي أمم النبيين
وقال "كمثل ريح"، أي كمثل إنفاق زرع ذى ريح، فحذف، أي فإنفاق بعض هذا الزرع لا يجدي عليه شيئاً، كذلك إنفاق هؤلاء لا يجدي عليهم نفعاً ولا يرد عنهم ضيراً ووصف الزرع بأنه ذو ريح، في وقتها كان، كما أن من قرأ في قوله تعالى "سحاب ظلمات" أضاف السحاب إلى الظلمات، لأنه في وقتها نشأت، وعلى هذا ينبغي أن يحمل، ليكون مثل النفقة ولا تكون النفقة كالريح ولا كمثل الريح، فإنما هو كلام فيه اتساع لمعرفة المخاطبين بالمعنى، كقولهم ما رأيت كاليوم رجلاً وقدره أبو علي مرة أخرى كمثل إهلاك ريح، أو فساد ريح وإن جعلت ما بمنزلة الذي كان التقدير مثل إفساد ما ينفقون، وإتلاف ما ينفقون، كمثل إتلاف ريح، تقدر إضافة المصدر إلى المفعول في الأول، وفي الثاني إلى الفاعل وقال في قوله تعالى "إن تمسسكم حسنة تسؤهم" اللفظ على تسؤهم للحسنة، والتقدير على حذف المضاف، أي تسؤهم إصابتك الحسنة، نقدر المصدر مضافاً إلى المفعول به وكذلك "يفرحوا بها" أي بإصابتهم السيئة ومن ذلك قوله تعالى "لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله" أي كإبطال الذي ينفق، أو كإهلاك الذي ينفق ومن ذلك قوله تعالى "لن ينال الله لحومها" أي ينال ثواب الله "ولكن يناله التقوى"، أي ينال ثواب التقوى ومن ذلك قوله تعالى "لا تكلف إلا نفسك" أي قتال نفسك، أو جهاد نفسك وفي الأخرى "وجاهدهم به جهاداً كبيراً" ألا ترى أن الإنسان لا يكلف العين، وإنما يكلف معنى فيه، كقول الأعشى



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
إلا كخارجة المكلف نفسه وابنى قبيصة أن أغيب ويشهدا