أجود؛ يعنى، الرفع وهو ضعيف، وهو نحو مررت بأيهم أفضل، وكما قرأ بعض الناس هذه الآية تماما على الذي أحسن واعلم أنه قبيح أن تقول هذا من منطلق، إن جعلت المنطلق وصفا أو حشوا، فإن أطلت الكلام فقلت خيرٌ منك، حسن في الوصف والحشو وزعم الخليل أنه سمع من العرب رجلا يقول ما أنا بالذي قائل لك سوءا، وما أنا بالذي قائل لك قبيحا، إذا أفرده فالوصف بمنزلة الحشو، لأنه يحسن بما بعده، كما أن المحشو إنما يتم بما بعده فنرى سيبويه رجح في هذا الفصل رفع غير، وإن كان هو محذوفا على حده تابعاً ل من المذكور والحديث ذو شجون، جر هذا الحديث ما فيه تدافعٌ يدفع أحدهما صاحبه، فمن ذلك هذا ما نقلته لك ومنه قوله تعالى إن الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم، يحرك هنا شيئان الابتداء بالنكرة، أو أن تقدر الجملة تقدير المفرد فتجعله مبتدأ، وإن لم يكن في اللفظ، فإما أن تقدر الإنذار وترك الإنذار؛ سواء أو تقدر سواء عليهم الإنذار وتركه ولما كان هذا الكلام على هذا التجاذب قرأ من قرأ سورة يس وسواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم، فجعل سواء دعاء، كما كان ويل و ويح و ويس و جندلٌ وترب كذا ومما تجاذبه شيآن من هذا الجنس قوله تعالى ومن آياته يريكم البرق فتحمله على حذف الموصوف، أو على حذف أن، وكلاهما عنده كما ترى إلا أن حذف الموصوف أكثر من حذف أن ومنه قوله تعالى وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا إما أن تقدر وممن حولكم من الأعراب منافقون مردوا ومن أهل المدينة، أو تقدر ومن أهل المدينة إن مردوا ومن ذلك قوله ليس كمثله شئ إما أن تقدر ليس كصاحب صفته، فتضمر المضاف؛ أو تقدر زيادة الكاف فهذا مما تجاذبه الحذف والزيادة، وكان الحذف أكثر من الزيادة، ومثله فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به
الثاني والستون
ما جاء في التنزيل من إجراء غير اللازم
مجرى اللازم وإجراء اللازم مجرى غير اللازم